أطلق وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان، في مؤتمر صحافي عقده أمس، المشورة الوطنية للسياسات الشبابية بحضور ممثلي المنظمات الشبابية
رندلى جبور
تركت وزارة الشباب والرياضة السياسة جانباً وتبنّت هموم الشباب اللبناني وواقعه وطموحاته من خلال إطلاق «المشورة الوطنية حول السياسات الشبابية»، أمس، في مبنى الوزارة. جمع اللقاء ممثلي المنظمات والجمعيات الشبابية الرسمية والخاصة، والمسؤولين عن مكاتب شبابية تابعة للأمم المتحدة بالوزير طلال أرسلان.
خرج «المير» عن النص المكتوب بكلمتين وحيدتين كرّرهما مرتين هما «دون استثناء» اللتين تبعتا عبارتي «وزارة الشباب والرياضة هي وزارة كل اللبنانيين»، و«وزارة كل شباب لبنان». فأخرج أرسلان بذلك وزارته من دائرة التسييس الضيق وأسبغ على «المشورة الوطنية» عناوين كثيرة أبرزها «المعرفة المتعمّقة بواقع الشباب»، و«الإطار الجامع لمختلف النواحي الحياتية» و«المرجعية الوطنية لوضع الخطط واعتماد الإجراءات المناسبة»، بهدف مشاركة الشباب الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
وتُعنى «المشورة الوطنية» بموضوعات عدة أهمها التربية والتعليم، العمالة، الصحة، السلامة، المواطنة والاندماج الاجتماعي، إلى جانب الاهتمام بالحركتين الرياضية والكشفية، والمنظمات الشبابية والبيئة والتنمية المستدامة والهجرة. وتنفّذ هذه الموضوعات عبر ورش عمل ولقاءات وخطّة متكاملة فنّدها مدير مكتب اليونيسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية عبد المنعم عثمان. وبرز في خطة عثمان التحضير لمشروع البطاقة الشبابية التي وردت ضمن توصيات مؤتمر «مشاركة الشباب في الحياة العامة» في 2005، وبناءً على طلب الشباب المشاركين أنفسهم. وتؤمّن هذه البطاقة خدمات وتسهيلات للشباب في مجالات عدة.
كذلك تتضمن «المشورة الوطنية» التي تمولها منظمة الأمم المتحدة أيضاً، إنشاء لجنة ثلاثية مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة والوزارات المعنية والمجتمع المدني تشرف على الخطوات والمراحل المختلفة، وإنشاء منتدى استشاري وإطلاق حملة إعلامية على المستوى الوطني للترويج لفكرة السياسات الشبابية. كما سيطلق موقع إلكتروني خاص بوزارة الشباب والرياضة، وستعقد خمس وعشرون ورشة عمل في مختلف المناطق اللبنانية وحلقات نقاش متخصّصة مع الخبراء. وسيصار إلى عقد مؤتمر وطني جامع لمناقشة السياسات التي تتمخض عنها «المشورة الوطنية» إلى جانب عرض وثيقة السياسات الشبابية على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب بشأنها وتحديد آليات تنفيذها.
من جهتها، تحدثت ممثلة برنامج الأمم المتحدة للتنمية مارتا رويداس عن عمق الانقسامات بين اللبنانيين، وتحديداً الشباب منهم، وغياب الثقة في ما بينهم، ما يتطلب تحضير برامج للسنوات المقبلة تأخذ في الاعتبار أن شباب لبنان هم قوة المنطقة ومستقبلها.
ولم تغب السياسة عن الموضوع الشبابي فتحفّظ أرسلان على بعض الممارسات والقرارات التي صدرت عن مجلس الأمن والمتعلقة بلبنان والمنطقة ولكن في السياسة فقط. وأثنى في المقابل على جهود المنظمات الإنسانية والإنمائية التابعة للأمم المتحدة في لبنان، مشدداً على أن الأمن الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والصحي هي في مستوى الأمن السياسي نفسه.