هون الحرب مش منيحة»، تقول الفتاة. يبدو عليها أنها لم تتجاوز العاشرة من عمرها، وتعيش حربها الأولى. يتناقش صديقاها في رحلتهما إلى المستشفى بعد إصابتهما بتسمّم. هم ثلاثة أطفال لاجئين في إحدى المدارس إبان حرب تموز 2006. يتناول شريط Children of Lebanon / To Live Through an Israeli Attack (أطفال لبنان/ أن تتخطى هجوماً إسرائيلياً) حديثاً بينهم في ملعب المدرسة التي لجأوا إليها مع أهلهم. يبدأ الشريط والثلاثة يتوجّهون بحديثهم إلى الكاميرا ليتناسوها بعد برهة ويتناقشون في ما بينهم عن التسمّم وكيفية الإصابة به، ومضمون المناشير التي ألقتها إسرائيل في اليوم السابق، ليصلوا في النهاية إلى السياسة. الأهم بالنسبة إلى الثلاثة هو موضوع التسمّم الذي يبدو كأن سكان المدرسة بمعظمهم قد أصيبوا بحالاته المتعددة. فاضطر الفتيان إلى قضاء وقت في المستشفى إثر تناولهم طعاماً معلّباً. يشرح أحدهم كيف أن العلبة إذا تركت مفتوحة لأكثر من ساعة يفسد ما بداخلها، فيما يشدد صديقه على أن المياه هي الملوّثة. تسانده الفتاة في رأيه هذا، وتؤكد أن العديد من نزلاء المدرسة أصيبوا بالمرض. يجادل الثالث أن الموضوع لا يتعلق فقط بالتسمّم، ويسمّي إحدى اللاجئات في المدرسة التي أخذوها إلى المستشفى لأنها كانت «معصّبة» وأغمي عليها. ويؤكد أن من يرى بيته يتدمر سيحدث له ذلك. ويضيف أن «السيد حسن» سيرسل صواريخه إلى تل أبيب ليدمرها. يضحك هنا صديقه ويؤكد له أن تل أبيب لم يعد فيها بيت صامد، وهجّر أهلها مثلهم.www.youtube.com/watch?v=jDKxJFr4mq0