خضر سلامةفي شهر نيسان الماضي، حذّر وزير الصحة الفرنسي من أن التلفزيون يقلق نمو الأطفال دون الثلاث سنوات، الدراسات المتخصصة دفعت المجلس الأعلى للمرئي والمسموع الفرنسي إلى إصدار قرار بحظر كل البرامج التي تتوجه إلى الصغار في هذه الأعمار، وينص القرار الذي سيدخل موضع التنفيذ ابتداءً من 1 تشرين الثاني المقبل، على وضع هذا التحذير قبل بث أي برنامج على قنوات الصغار: «مشاهدة التلفزيون قد تعيق نموّ الأطفال دون ثلاث سنوات، حتى لو كانت القنوات مخصصة لهم»، هذا القرار اتُّخذ رغم معارضة القنوات التلفزيونية الكرتونية التي زعمت أن برامجها تُقدّم برقابة من اختصاصيين في الصحة النفسية وتهدف إلى «تنمية الخيال» عند الأطفال.
وكان معالجون نفسيون أطلقوا في تشرين الأول الماضي عريضةً لمنع هذه البرامج، وللحدّ من انتشار القنوات المخصصة للأطفال، وجاء في العريضة أن الأطفال أمام شاشة التلفزيون يصبحون «اتكاليّين، يعانون تأخراً في النطق، وضعفاً في التركيز وأرقاً ليلياً، ويدمنون على الشاشة»، وشدد تقرير مجلس المرئي والمسموع على أن «الطفل دون الثلاث سنوات لا يفهم ما حوله، بل يتلقنه، مثل إسفنجة تمتص كل شيء، في غياب شبه تام للوعي الإنساني».
وتلفت دراسات إلى أن المدة التي يقضيها طفل لم يتخطَّ عامه الأول أمام الشاشة يجب ألاّ تتعدى خمس دقائق في اليوم، ولا تزيد عن ساعة لمن بلغ الثلاث سنوات.
«قناة «تي جي» الفرنسية دافعت عن نفسها في هذا الجدل الدائر، إذ وجدت نفسها غير معنية بالقانون الجديد، بما أنها تقدم برامجها للأطفال بين 3 و7 سنوات، حسب إيمانويل جويلبارت، رئيسة المؤسسة التلفزيونية، رغم أننا نلاحظ أن القناة تعرّف عن نفسها على الموقع الرسمي بأنها موجّهة للأطفال من سنتين إلى سبع سنوات. جويلبارت في حوار صحافي، شددت على أن مشاهدة أي طفل دون العمر المحدد لبرامج القناة، تدخل ضمن دائرة مسؤولية الأهل الذين يجب أن يفرضوا الرقابة اللازمة، وعن معدل المشاهدة، قدمت جويلبارت إحصائية نُفذت لمصلحة المحطة، أفادت بأن الأطفال يشاهدون التلفزيون بمعدل ساعتين في اليوم، مقابل ثلاث ساعات ونصف ساعة، معدل البالغين أمام الشاشة، «والأفضل هو أن يحضر الأهل، من أجل فتح نافذة للحوار بين الطرفين، وتبادل الانطباعات، سيتحدث الأطفال عما فهموه مما شاهدوه، ليجيبهم الأهل عن حقيقة ما يهدف إليه البرنامج».
أخيراً، يبقى القرار الذي أصدره المجلس الأعلى للمرئي والمسموع علامة فارقة في مدى تأثير المجتمع الصحي المدني على القرار الرسمي... وذلك في انتظار اهتمام أكبر بالصحة النفسية للأجيال الصاعدة الواقعة تحت ضرب السلطة الحديثة للصوت وللصورة.


«تي جي» اللبنانيين

القانون الفرنسي لن يسري في لبنان بالتأكيد، وهنا من الضروري التذكير بأن شبكة «تي جي» تتمتع بشعبية كبيرة، ويتابعها صغار لم يبلغوا سن 3 سنوات، ويتسمّرون أمامها لساعات طويلة، يومياً


بلا رقيب

تبالغ نسبة كبيرة من الآباء والأمهات في تشجيع الصغار على متابعة المحطات الأجنبية المتخصصة، بحجة أنها تساعد على تعلم اللغات الأجنبية، تغيب أية رقابة عما يتابعه الأولاد في برامج الصغار