أطلقت الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية في طرابلس مشروع دعم الشباب في المجتمعات المحلية، للتدريب على القيادة وحل النزاعات
طرابلس ـ أمل ديب
«لن نتكل على أحد»، صرخة أطلقها أحد المشاركين في ندوة إطلاق مشروع «دعم القيادات الشبابية في المجتمعات المحلية» الذي تبنته الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية ـــ لا فساد، بالاشتراك مع منظمة «IREX» العالمية في طرابلس. صرخة الشباب اللبناني الذي سئم وعود رؤساء الأموال وكلام السياسيين الذي لم يتجلَّ على الأرض، وجدت من يلتقط صداها في المجتمع المدني ليقدّم دعماً غير مشروط إلاّ بالسعي لمكافحة الفساد.
بدأ العمل على المشروع منذ نحو شهر ونصف، ويستمر لمدة سنة على الأقل، ودخل مرحلته الثانية عبر إطلاقه في عدد من المدن اللبنانية في جبل لبنان وبعلبك وطرابلس، ويستكمل في بيروت والجنوب. وتضع منسقة الشمال في الجمعية رغدا علوش أهداف المشروع في خانة تمكين القادة الشباب وتزويدهم بالدعم «لإحداث تغيير ولو جزئياً في المجتمع الذي يعيشون فيه». فالفكرة الأساس هي جمع الشباب بهدف خلق مجموعات عمل في المناطق تخضع لبرنامج تدريب على القيادة وحلّ النزاعات والحكم الصالح. إلى جانب ذلك، يسعى المشروع إلى تشجيع هؤلاء القادة الشباب على كتابة اقتراحات لمشاريع تنموية متعلقة وطريقة إدارتها بما يتوافق مع المصلحة العامة، وتحسين مستوى العيش والخدمات. وتعرض هذه الاقتراحات على لجنة متخصصة تقرر منح الدعم المادي الذي قد يصل إلى 6 آلاف دولار أميركي للمشروع الواحد. توضح علوش أنها فرصة للشباب ولطرابلس المدينة المحرومة التي لا تلتفت إليها الأنظار إلاّ في أوقات الانتخابات أو النزاعات».
كلمات التشجيع التي أطلقها المدير الميداني للجمعية سعيد عيسى دفعت المشاركين، من الشباب، من ممثلي جمعيات ومنظمات المجتمع المدني في طرابلس وشباب مستقلين، إلى اقتراح مشاريع في الحفل عينه. فعلت أصوات مطالبة بتحسين الخدمات الصحية وتوفير الرعاية الصحية للأطفال والمسنين من دون تعقيدات. «ليش بدنا 100 معاملة لنفوت على المستشفى»، تصرخ إحداهنّ، كما أطلقت دعوات لتطوير البرامج التربوية والمناهج، ووضع رقابة على تصحيح الامتحانات الرسمية «ليش دايماً تلاميذ الجنوب متفوقين؟» تسأل إحداهنّ، فيجيب مدير البرامج في «IREX» بيتر سلّوم بأن الهدف من هذا البرنامج هو كسر الأحكام المناطقية والطائفية عبر تنمية في المجتمعات المحلية تؤدي إلى تلاقي الشباب من مختلف المناطق بهدف تنمية شاملة على صعيد الوطن. وأوضح سلوم أنّ الغاية المرجوة من المشروع تتمثل بإنشاء «اتحاد الشباب لمكافحة الفساد» يجمع شباباً من مختلف المناطق تحت شعار الشفافية والحكم الصالح. أما مايا عبس، فقد حضرت الحفل لأن لديها مشروعاً مناهضاً لتسقيف نهر أبو علي الذي تسعى بلدية طرابلس إلى وضعه قيد التنفيذ. مبادرة فردية خرجت بها عبس عندما علمت بالمشروع الذي «سيدمر معلماً من أهم معالم المدينة التاريخية»، فأنشأت مجموعة على الفايسبوك للتوقيع على عريضة قدّمت إلى البلدية بهذا الشأن. تبدو عبس متحمسة للمشاركة في التدريب، لأنها تريد الإرشاد بشأن الخطوات التي عليها القيام بها لاستكمال المشروع، وتأمل تلقي الدعم من الجمعية.