غادة نجارفي الثامن من تشرين الأول عام 2007، أعلن معهد كارولينسكا السويدي فوز الأميركيين ماريو كابتشي وأوليفر سميثيز والبريطاني مارتين ايفينز بجائزة نوبل الطبية، بعد النتائج التي توصلوا إليها في أبحاثهم ودراساتهم عن الخلايا الجذعية الجنينية التي أثبتوا قدرتها على التحول إلى أي نسيج بشري، كما أكدوا جدواها في دراسة بعض الجينات وتأثيرها على فيزيولوجية الجسم البشري. اليوم، وبالتحديد في العشرين من الشهر الجاري، أعلنت مجموعة من البيولوجيين من المؤسسة الأميركية ACT ومن جامعة الينوا عن توصلها إلى خلق كريات حمراء In Vitro ، وذلك باستخدام الخلايا الجذعية الجنينية. وأكد العاملون على هذا الإنجاز، وعلى رأسهم المدير العلمي لمؤسسة ACT، روبرت لانزا، أن 60% من هذه الخلايا تحمل صفات الكريات الحمراء الحقيقية الموجودة في الدم وخصائصها، وهي قادرة مثلها على نقل الأوكسيجين. وقد رأى لانزا أن هذه الكريات المولودة في المختبرات يمكن أن تستخدم عند الحاجة بديلاً عن وهب الدم.
وفي مكان آخر، خلقت مجموعة علماء أوروبيين، على رأسهم بيار فاندرهيغن، من مركز الدراسات البيولوجية في كلية الطب في جامعة بروكسل، خلايا عصبية neurons مستخدمين الخلايا الجذعية الجنينية. تحمل هذه الخلايا العصبية المخبرية خصائص الخلايا العصبية الدماغية ومميزاتها، وهي قادرة حين زرعها في جماجم الفئران المخبرية على خلق دوائر عصبية جديدة متصلة بالدماغ المُضيف.
إن هذا البحث يفتح الباب على مصراعيه أمام العلماء لإجراء دراسات على الأمراض التي تصيب الدماغ، وتجربة العلاجات الجديدة والمختلفة على نماذج من هذه الخلايا. والأهم أنه في المستقبل سوف يتمكن العلماء من استخدام هذه الخلايا العصبية المخبرية في العلاجات المباشرة للخلايا الدماغية المريضة أو المدمرة، عبر زرعها داخل الدماغ المصاب، لا سيما في حالة الأمراض المتلفة للدماغ مثل مرض الألزهايمر، والإصابات الناتجة من الجلطات الدماغية، وانسداد الأوعية الدماغية.