نادر فوزتوالت نكساتهم منذ الثمانينيات، لكنهم لا يزالون يحاولون، ولو بخجل. يحملون البرنامج المرحلي للحركة الوطنية، ويدورون به، يحاولون، يفشلون، يكررون المحاولة فيفشلون، فيكررون... إلى أن فقدوا كل ما يملكون، ولم يبقَ لهم إلا التاريخ ليتغنّوا به ويحافظوا من خلاله على استمرارية عرجاء لا استمرارية لها.
كان أحدث هذه المحاولات اعتصام مصغّر في ساحة رياض الصلح للمطالبة باعتماد النسبية في قانون الانتخاب، انتهى بتسليم ورقة إلى رئيس المجلس النيابي.
اكتفى الشيوعيون في مرحلة ما بعد الحرب الأهلية الأولى، في تاريخ لبنان الحديث، بطرح المبادرات وإجراء المصالحات مع اليمين ورفع الشعارات. عجزوا عن تحقيق تمثيل نيابي أو موقع في الحياة السياسية. يعود ذلك إلى النظام الانتخابي من جهة، وإلى الطائفية والارتهان للخارج اللذين يسيطران على السياسة، كما يقولون.
ورأس حربتهم اليوم هو التمثيل النسبي، على اعتبار أنّ دخولهم المجلس النيابي يتيح لهم طرح المشاريع الإصلاحية. فشلوا في السياسية، وانعكس الأمر طبعاً على جمهورهم، فانحسر وتهدّد، وبات أكبر الأحزاب سنّاً في لبنان عاجزاً عن هزّ الشارع كما فعل سابقاً في التاريخ.
النسبية البرلمانية مهمة. لكن النسبية الحزبية أهم، إذ باتت أغلبية أهل اليسار خارج أحزابه.