فيصل فرحاتترعرعنا في لبنان منذ ثلاثة وثلاثين سنة على مقولة «كل الاحتمالات واردة»، لدرجة أنّ تلك العبارة، كان معظم اللبنانيّين يردّدونها «ببغائيّاً»، تارة للهرب من تكملة النقاش، أو بالأصح «المشاركة»، وتارة من أجل تغيير مجرى الحديث، وأيضاً للوصول إلى نقطة قد تكون «غامضة» أو حيادية والنتيجة واحدة: كذب ونفاق، دجل، خبث، مراوغة...
وبالرغم من كل ذلك، كثيراً ما أرى في هذه العبارة ذكاءً ما، كمحاولة لقطع أو لبدء علاقة من الند إلى الند تُجبر الجميع إلى أخذ مسافة معينة، للتفكير قبل لحظة «التهوُّر»! إنّ المتخاصمين على المستوى الشعبي، وإعلامياً على مستوى القيادات، عادة ما يضربون «فرام» بكلمة «كل الاحتمالات واردة»، وهكذا كل النقاط تعود إلى أول السطر، بانتظار تدخل أو مساعدة خارجية، عربية ـــــ إقليمية ـــــ دولية ما، تُبقي المشكلة وكأنها «راوح مكانك».
هكذا انقضى أكثر من ثلاثة عقود من الزمن ـــــ من عزّ العمر ـــــ ولبنان «هالكم أرزة اللي عاجقين الكون»، يلحس المبرد، ثم يطلب المساعدة لإعادة بناء ما تهدم، وهكذا دواليك... واللعبة ـــــ المؤامرة مستمرة! ولأن لبنان هو محور الكون في هذه اللحظة التاريخية، حيث الصراع السياسي والعسكري وأخيراً الديني ـــ المذهبي قد وصل إلى واقع متأزم، لربما أتى أوان «أسوأ الاحتمالات» الذي أراه على الشكل الآتي:
تطلق إسرائيل سراح المعتقلين والأسرى من اللبنانيين والفلسطينيّين، وفي مقدّمهم عميد الأسرى سمير القنطار، ثم تنسحب من مزارع شبعا وتسلمها إلى القوات الدولية، لتضرب بعدها أهم موقع للمفاعل النووي في إيران! أي «تبيض» وجهها ثم تضرب!
لكن من هناك، لا أحد يستطيع أن يتكهن بما قد يحصل! هل تكون حرب عالمية ثالثة؟ أم حرب إقليمية طاحنة؟ أم تصفية حسابات «دولية» في إيران ولبنان وسوريا وإسرائيل؟ لا أحد يعرف، ولا ـــــ بالطبع ـــــ كاتب هذه السطور. لكني أُرجح فرضيّة تدمير قواعد الصواريخ العابرة نحو إسرائيل في إيران، وقصف وتدمير أهم موقع للمفاعل النووي الإيراني، مع ضربات موجعة هناك، على أن ينتهي الفيلم الأميركي ـــ الإسرائيلي «بضربة معلم» يحتاج إليها النظام الرأسمالي العالمي كي «يجدد دمه»، ومن ضمنه النظام السائد في الجمهورية الإسلامية في إيران أيضاً.
وعليه، يكون الحل الأذكى والأنجح الوحيد الذي يؤدي إلى صيغة «لا غالب ولا مغلوب» في حروب أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان، هو إعلان دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل. حينها «تتحلحل» و«تتلحلح»، وتُحل ما نسبته 99,99 في المئة (بمعنى الحكي) من أزمة ومشكلة الشرق الأوساط والعالم.
ويتوّج خيار السلم (لا الحرب) بمساعدة ألمانيا وروسيا والصين باستثمار جيد للطاقة الشمسية (حيث الربح النظيف) من شمس الربع الخالي والصحراء العربية.