بيار الخورييمرّ لبنان بظروف أقلّ ما يُقال فيها أنها «ملوثة». ملوثة بالطائفية البغيضة، إذ يتحول فيها المعارض إلى موالٍ شرس، والمنادي بالعلمانية إلى حامل لواء «الجبهات الطائفية التحررية». فالمعارض يغضب ويفجر سمومه إذا ما أتى أحد على ذكر تصويب صلاحيات «رئاسته» (فما من رئاسة خارج إطار رئاسة طائفته) فيرفضها بشدة ويتهم أفرقاءه بالتحريض الطائفي، نافضاً عنه ثياب «المواطنية». أمّا مدعي العلمانية، فلا يقل تعصباً عن زملائه السابقين في فريق 14 آذار «كونديي الهوى» فينبري إلى إنشاء جبهة مسيحية «وطنية». كيف يكون وطنياً وفي الوقت نفسه هو مسيحي التوجه فقط؟ كيف يكون وطنياً وطروحاته مبنية فقط على كيفية حماية أو تأمين الحقوق الضيقة لطائفته؟ كيف يرى نفسه علمانياً والتفاعل قائم مع أصحاب النفوس المريضة؟ لذا يجب إقفال الشرايين المفتوحة في البلاد كما يقول الرئيس البوليفي موراليس، ففي لبنان شرايين الطائفية متفسخة لا تنفك تتسع، وربما أتى يوم تنفجر فيه حرب.