strong>انطلقت صباح أمس الدورة الأولى من الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة (البريفيه)، فخضع التلامذة لمادتي الرياضيات والجغرافيا وسط أجواء هادئةتجمعت بعض الأمهات أمام المدخل الخلفي لثانوية رمل الظريف الرسمية، ينتظرن خروج أبنائهن. بدت إحداهن قلقة، لأنّهم لم يفتحوا الباب بعد، فهي رأت ابنتها تخرج من الصف في الطبقة الثانية منذ عشر دقائق. دقائق معدودة ويسود الهرج والمرج بين المنتظرات اعتراضاً، إلى أن يأتي شاب ويبلغهن أن التلامذة يخرجون من الباب الآخر، فتتسابق النساء للوصول إلى أبنائهن والاطمئنان إليهم.
أمام المدخل الرئيسي، يعلو القلق وجوه الأهل، فيما تحاول إحدى السيدات التي مرت بهذا الموقف مع اثنين من أولادها سابقاً تهدئة الباقين. تخرج إحدى المرشحات من الباب فتبادرها سيدة بالسؤال عن مسابقة الجغرافيا وما إذا طرح سؤال عن مصر، فتجيبها بالنفي. تعيد الأم تكرار السؤال على ثلاثة تلامذة إلى أن يخرج ابنها ويطمئنها أن المسابقة كانت «سهلة وحليتها كلها».
أجمع التلامذة على سهولة مسابقتي الجغرافيا والرياضيات اللتين امتحنوا بهما أمس. فكرر عدد منهم عبارة «من استعد جيداً استطاع معالجة مسابقة الرياضيات». وأكد الممتحنون أنّ مسابقة الجغرافيا تضم سؤالي حفظ، فيما الباقي يعتمد على المستندات. أما المراقبة فقد كانت شديدة، على حد تعبير أصحاب التجربة الأولى.
من جهته، أكد وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني خلال جولته على مراكز الامتحانات في بيروت أنّ نتائج امتحانات الثانوية العامة ستصدر في وقت قريب جداً. وأنّ «الأساتذة والمعلمين قاموا بجهود جبارة في الإشراف على الامتحانات، وانتقلوا مسافات بعيدة على الرغم من أنّ التعويض الذي يعطى لهم لا يعادل حجم التعب والمشقة والنفقات التي يتكبدونها».
واطمأن قباني إلى حسن تجاوب الممتحنين مع الأسئلة، وأكد للأهالي أنّ الامتحانات تجري في أجواء جدية ونزيهة، والمراقبين يقومون بواجباتهم.
ويتفقد قباني صباح اليوم مركزي الامتحانات في مركز سانت جود لسرطان الأطفال في الجامعة الأميركية في بيروت، ومركز الامتحانات في معهد الكفاءات في الحدث المخصص لذوي الحاجات الخاصة، من كفيفي البصر إلى الصم والبكم.
أما طرابلس فلم تشهد الإرباك والتخبط الذي ساد امتحانات الثانوية العامة منذ أسبوعين، لسببين: الأول استتباب الوضع الأمني في المناطق التي شهدت توتراً أمنياً كبيراً، ما سهل خروج التلامذة ووصولهم إلى مراكز الامتحانات بأمان. أما السبب الثاني فيعود إلى نقل خمسة مراكز للامتحانات خارج مناطق الإشكالات. وقد أوضح رئيس المنطقة التربوية في الشمال حسام الدين شحادة، خلال جولة له على مراكز الامتحانات، أنّ المراكز الخمسة الجديدة التي نقل الطلاب إليها، «لم يسجل فيها غياب أي طالب»، لافتاً إلى غياب 305 تلاميذ فقط في أقضية الشمال كلها.
وكان يوم الامتحانات قد تميّز بخلوّه من الأحداث والمشكلات في كل المناطق، فاتخذت عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في راشيا والبقاع الغربي إجراءات أمنية مشددة عند مدخل مراكز الامتحانات، للمحافظة على الأمن والهدوء. وفي الهرمل جرت الامتحانات وسط أجواء هادئة، من دون تسجيل أي إشكالات أمنية، في حين أفاد رئيس مركز القاع بأنّ لديه نقصاً في عدد المراقبين.

(شارك في التغطية ديما شريف وعبد الكافي الصمد)