صيدا ــ خالد الغربيعلى الرغم من طغيان اللون الأصفر على تلك الرايات التي رفعها حزب الله على الأعمدة العالية على أوتوستراد الزهراني ـــــ صيدا في إطار الاستعدادات لاستقبال الأسرى ورفات الشهداء إلا أن الحزب أدخل ألوان الحلفاء وأجنحة المقاومة على الرايات المرفوعة، فدخل البرتقالي (التيار الوطني) والأخضر (أمل، وقد يرمز أيضا إلى مجموعات إسلامية) والأحمر (لقوى اليسار). وفي مكان آخر رفرفت أعلام فلسطين بجانب العلم اللبناني. وبين هذا وذاك انتصبت صور عميد الأسرى سمير القنطار الذي سيحمل بعد ثلاثة أيام صفة الأسير المحرّر.
وتحولت الساحات العامة والشوارع الرئيسة إلى غابات للافتات والأعلام حيث أكملت قوى المدينة الحزبية استعداداتها وتعانقت رايات ولافتات الترحيب بمضامينها وألوانها المختلفة، اللون الأحمر للشعبي الناصري. وكان مضمون لافتات بلدية صيدا شبيهاً بمضمون لافتات الناصري مع اختلاف اللون حيث انتقت الأبيض. الجماعة الإسلامية بلافتاتها الخضراء التي حملت بعضها «مع المقاومة متى كانت في موقعها الطبيعي»، بينما المقاومة الإسلامية ـــــ قوات الفجر انتقت أكثر من لون مع التأكيد على أنه «لولا أسر الجنديين في تموز 2006 لما تحرّر الأسرى ولما كان هذا الانتصار». ورفعت قوات الفجر صوراً لشهيدي العملية البحرية عبد الرحمن المسلماني وأحمد معروف (يؤمل أن تكون جثة كل منهما في عداد جثث الشهداء العائدين). الاسمان أيضاً خطّا على لافتات الجماعة، لكن الحزب الديموقراطي الشعبي كان عبر لافتاته ورسومه لقاذفات «الآر بي جي» الأكثر راديكالية «وحده الكفاح المسلح... حرّر سمير ويحرر المزارع».
وحده تيار المستقبل نأى (أقله حتى مساء أمس) بنفسه عن رفع لافتات الترحيب بعودة الأسرى والرفات، واهتمت مؤسساته والجمعيات التي تدور في فلكه في رفع اللافتات المشيدة بتعيين السيدة بهية الحريري وزيرة للتربية والتعليم العالي وبتحديث بعض الصور العملاقة للرئيس رفيق الحريري.
على أن الاستقبال لن يكون موحداً، فلكل فربق «احتفاليته» الخاصة. فالبلدية والتنظيم والديموقراطي الشعبي وقوات الفجر وبعض القوى الوطنية والإسلامية وبعض الفصائل الفلسطينية سيستقبلون الجثامين والشهداء في ساحة الشهداء التي زينت بالأعلام اللبنانية والحزبية، ولا سيما أعلام حزب الله، بينما أطراف أخرى ستسعى إلى الاحتفال في مكان آخر.