بيار الخوريقدّم لنا البطريرك صفير عرضاً قيّماً من حيث الفكر الديموقراطي الراقي، حيث أصرّ على نظرية أؤمن بها شخصياً، وهي حكم الأكثرية مقابل معارضة الأقلية. لكن البطريرك وقع في ازدواجية معقدة يعجز العقل منطقياً عن استيعابها. يريد حكم الأكثرية ويرفض قانون الانتخاب على أساس الدائرة الكبرى وباعتماد النسبية، حيث الأكثرية تأخذ حقها والأقلية أيضاً، ويذهب إلى أقصى حدود التموضع المذهبي بمطالبته اعتماد الدائرة الصغرى (one man one vote). في الأنظمة الديموقراطية الناضجة، تحكم الأكثرية في ظل نظام علماني، حيث تطغى فيه المواطنية على المذهبية القاتلة، في حين يصر البطريرك على التقوقع «الماروني» وعلى منظومة النظام الطائفي.
أخيراً، لم يكن كلام البطريرك من باب حفظ الديموقراطية التي يدّعي الإيمان بها، بل من بوابة الحفاظ على مكاسب 14 آذار الذي يؤيد «أفكارها».