خليل عيسىيوم السبت الماضي توقف قلب مايكل دبغي، فرحل طبيب القلب الذي وضع آلات وتقنيات أسهمت في تطوير جراحات القلب.
دبغي الأميركي، لبناني الأصل، وقد رحل عن 99 عاماً في مستشفى في هيوستن. وكان قد خضع لجراحة في الشريان الأبهر في فبراير شباط 2006، اتّبعت فيها تقنية كان هو من طوّرها. ولد دبغي عام 1908 في ولاية لويزيانا، وتخرج من جامعة تولين في نيو أورليانز، ثم تابع دراساته العليا في الجراحة في جامعة ستراسبورغ في فرنسا وهايديلبرغ بألمانيا.
كان دبغي في كليّة الطب عندما اخترع مضخّة القلب، وبواسطتها صار ممكناً إجراء عمليات القلب المفتوح، إذ سمحت بضخ الدم بشكل ثابت ومستمر. في عام 1939، أعلن دبغي أن التدخين من الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض السرطان. و عام 1958 كان دبغي أوّل من استعمل تقنية الزرع «دكرون» لإصلاح الشرايين، و أدخل تحسينات عليها فأصبحت تعرف «بتقنية دبغي» ، ويلجأ الأطباء حالياً إلى هذه التقنية في عمليات استبدال الشرايين التاجية.
كان دبغي أيضا أوّل من أجرى عملية جراحية مصوّرة في الستينات من القرن الماضي، و هو قاد حركة لإنشاء مكتبة قومية في الولايات المتحدة للطب. حالياً تُعد هذه المكتبة صرحاً علمياً مهماً في واشنطن ومصدراً للبحوث والكتب المتخصّصة.
خدم دبغي في الجيش الأميركي في الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية حيث غيّر بشكل جذري الأساليب الطبية خلال الحروب، و أنشأ أوّل مستشفى حربي جراحي متنقّل مما خفض بنسبة كبيرة الضحايا بين الجرحى العسكريين حول العالم .
استمر دبغي في ممارسة مهنته 75 عاماً حتى عام 2005، أجرى خلالها نحو 63 ألف عملية جراحية، درّب آلاف الجراحين، ألقى آلاف المحاضرات، وعالج مشاهير وأمراء ورؤساء دول أشهرهم الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين. و عام 1976، أنشأ طلابه كلية مايكل دبغي الجراحية الدولية المتعلقة بالطب الإحيائي(Revival (Medicine
حاز دبغي أوسمة مختلفة من عدة دول، وحصل على شهادات دكتوراه فخرية من جامعات عالمية.