يبدأ الطلاب التفكير في اختصاصهم الجامعي قبل إنهاء امتحاناتهم الرسمية. يصلون إلى لحظة الفعل فيصطدمون باعتبارات مانعة وأخرى مشجّعة. يأخذ الطلاب قراراتهم النهائية بعد حيرة طويلة، فيرضخ جزء منهم للنصائح، فيما يمضي الجزء الآخر قدماً في خياراته
محمد محسن

انطلق أحمد إلى كليّة الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية في اليوم الأول من بدء التسجيل، فدفعه إعجابه بتجارب المراسلين ومذيعي الأخبار إلى اختيار الصحافة. جمع المستندات المطلوبة وتوجّه إلى مبنى الكليّة. لم يرغب والدا أحمد لابنهم هذا التخصص، فهو كما تقول والدته «خطير جداً وأخاف بعد تخرجّه أن يرسلوه إلى أماكن خطيرة». بدوره، رفض الوالد التخصص الذي ينوي ابنه دراسته. لا يعزو أبو أحمد الرفض إلى الخوف بل إلى فكرة مسبّقة عن الوساطة في هذه الكلية، ويرى أنّ «علاقاته» لا تسمح له بتأمين دخول مريح لأحمد إلى قاعات الكليّة. يتفاعل النقاش داخل العائلة، ويبدأ أحمد «بمرافعة» الدفاع عن طموحه، فهو لا يؤيد رأي والدته فـ«لماذا تتوقع شيئاً قبل حدوثه بثلاث سنوات»، مشيراً إلى أنّ كل المهن ترتّب مسؤوليات ومخاطر وليس الصحافة فقط. أما بالنسبة إلى الوساطة، فيعتمد أحمد على مجموعة من النماذج التي دخلت من دون «مساعدة خارجية»، ويتفاءل بنتيجة مشابهة.
أخذ أحمد مجموعة من الاحتياطات في حال فشله في الدخول إلى الجامعة اللبنانية. قدّم طلبات التسجيل في الاختصاص نفسه في جامعات أخرى.
من جهتها، تتوقّع أماني نتيجة جيّدة في امتحانات علوم الحياة. حسمت أمورها منذ بداية العام الدراسي الأخير، فاندفعت نحو الصيدلة، لم يُبْدِ أهلها وأصدقاؤها تحفظّاً على اختصاصها. لكنّ الفتاة التي تسكن في منطقة حي السلّم اصطدمت بعدم وجود قسم للغة الإنكليزية في كلية الصيدلة التابعة للجامعة اللبنانية.
ومع أنّ الصدمة كانت كبيرة، لم تيأس أماني وتوجهّت نحو الجامعات الخاصة، لكن النتيجة كانت ذاتها والسبب ماديّ هذه المرّة. حالت الأقساط المرتفعة في الجامعات الخاصة دون تحقيق رغبتها، فأحد عشر مليون ليرة دون المصاريف الجانبية هو القسط الأوفر بين الجامعات التي راجعتها. تبدي أماني انزعاجها من اضطرارها إلى تغيير اختصاصها الآن، لذا تبحث عن اختصاص مشابه ولكن بكلفة أقل، ورغم ذلك أبقت مجموعة من الخيارات أبرزها دورات مكثّفة في اللغة الفرنسية على أملها في الدخول إلى مختبرات الصيدلة. لم يقف الأهل في وجه أماني كما فعل أهل أحمد، بل قرر الوالد مساعدتها والاستدانة لتغطية نفقات دورات اللغة، فهو لا يريد أن «يكسر طموح ابنته». يأمل الوالد أن لا تطول دورات اللغة، وقسط الجامعة اللبنانية «مقدور عليه». تنتظر أماني الآن نتيجتها، وتستعد للتسجيل في السنة الأولى في كلية العلوم التي تؤهلها للخضوع لمباراة الصيدلة. تروي قصة طريفة حصلت داخل المنزل عندما صُدمت للمرة الأولى، حين حاول أخوها الأصغر التخفيف من خيبتها قائلاً: «معليش وبلا صيدلة، بلا ما تكون آخرتك فاتحة دكّانة أدوية وقاعدي فيها».
أما عماد، فيكره امتحانات الدخول ويخاف منها وينوي التخصص في كلية الحقوق. لا يعترف عماد أصلاً بالشهادات الجامعية، بل يردّد الجملة الشائعة عن تعليقها على الحائط. يقول إنّ عائلته ترفض دخوله إلى هذه الكلية لأسباب عدة، أبرزها «عدم وجود فرصة عمل مستقبلية». يبدي عماد انزعاجاً كبيراً من أهله، و«يكره» أسلوبهم في اختيار الاختصاص الذي يخضع لاعتبارات عائلية، فقد نصحه أهله بالتخصص في إدارة الأعمال أسوةً بابن عمّه الذي يعمل الآن في أحد البنوك، وخصوصاً أنّ عبارة «غيرك مش أحسن منّك» غالباً ما تتردد على مسامعه طوال اليوم. يفضّل عماد الذي يجهل نتيجة امتحاناته حتى الآن، أن يترك الأمر للتفكير، فهو كما يقول لا يريد الوقوف في وجه أهله، ولكن يرفض أن يفرض عليه شيء يتعلّق بمستقبله.
تطال شظايا الصورة المنّمطة عن الحقوق جدران العلوم. «فالتجارب غير مشجعّة»، كما يقول أهل مروة. يتوسّع النقاش الهادئ داخل العائلة شيئاً فشيئاً كلّما اقترب موعد التسجيل. تنطلق وجهة نظر الأهل من تجربة «بنت الجيران» التي كما تقول الوالدة «بتدرس طول النهار وآخرتها معلمة معاشها خمسمئة ألف بأحسن الأحوال».


درس الممثل المصري يحيى الفخراني طب الأسنان. لكن جذبه التمثيل بدلاً من المبضع الطبّي. وعلى الرغم من أنّ الفخراني لم يدرس التمثيل لكنّ موهبته جعلته الممثل الأعلى أجراً بين الممثلين المصريين والنجم الرمضاني الأول منذ زمن



أنهى الثائر الأرجنتيني أرنستو غيفارا دراسة الطب. أخذت الثورة والنضال وقته، فعُرف مناضلاً أثار غيرة الأطبّاء في عياداتهم.
إثر انتهائه من دراسة الطب، قام بجولة في جنوب أميركا وعالج عدداً كبيراً من الفقراء والمعدمين، فتحوّل للدفاع عنهم


محطة

بنت الضّيعة

تنوي سارة التخصّص في مجال هندسة الديكور. الفتاة القروية مأخوذة بسحر الديكور في المجلات التي تقرأها. سيجبرها هذا التخصص على العيش في العاصمة بعيداً عن أهلها الذين يعارضون بشدّة وينوون إدخالها إلى كليّة العلوم أو التربية لأنّ «أحلى شغل لبنت الضيعة قبل الزواج هو المعلمة».