فرنسا تعيد الاعتبار للنبيذ الوردي (le vin rosé)، تغيرت إذاً النظرة الدونية التي لاحقته سنوات طويلة، ها هو الوردي يقترب من مكانة النبيذين الأحمر والأبيض، يخرج من خيم النزهات إلى طاولات المطاعم الفخمة في باريس، ويحتل الرفوف في أغلى متاجر النبيذ في المدن الفرنسية. والسر يكمن في تطوّر أساليب التقطير، ما أدى إلى تنقية لونه دون أن يمس التغيير مذاق هذا «الوردي».الإقبال على شراء النبيذ الوردي بدأ يزداد منذ عام 2000، وهو حتى اليوم نبيذ «موسمي»، استهلاكه يرتفع حسب حرارة الطقس.
قبل 15 عاماً لم يكن أحد ليهتمّ بطرح السؤال عن كيفية تصنيع النبيذ الوردي، راجت حكايات خاطئة تفيد بأنه ناتج من خليط من الأحمر والأبيض...
وتكريماً للعودة «المظفرة» للوردي، خصصت له صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية مقالة طويلة، شرح خلالها فانسان بورن أساليب التصنيع، التي تعتمد على «العصر» (pression) أو استخراج عصير العنب بسرعة فائقة من أنبوب التخمير، أي قبل أن تتم عملية تلوّنه.
أما من يقرأ دلالات النبيذ الوردي، كما ترويها الباحثة آني ملار ديفور، فيستغرب كيف تراجعت مكانته سنوات.
الوردي لون النعومة المرتبطة بعاطفة رقيقة، لذلك يُربط النبيذ الوردي بالأنوثة، بالطبع الخفر... وله أيضاً دلالات طفولية، شيء من الحلاوة في مذاقه تذكّر بأنه لون الفرح، لون «الشيطنة» البريئة.
على أي حال، شيء من الالتباس نعيشه ونحن نبحث عن تحديد للنبيذ الذي أخذ اسمه من الوردة، رفيقة الأنوثة، ولونه الوردي، عنوان الحلم، ومرادف العري والجنس والشهوة.