عبد الفتاح خطابأستميح العبقري زياد الرحباني عذراً إذ أستعير منه اسم مسرحيته «شي فاشل» التي عرضها سنة 1983 عنواناً لهذا المقال.
فقد أظهرت دراسة أعدّها مركز «فاند فور بيس» (Fund For Peace) عن الدول التي تعاني مصاعب داخلية تجعلها عرضة أكثر من غيرها للأزمات العالمية التي تلوح في الأفق وتهدد بانهيار الدولة، ونشرت نتائجها مجلة «فورين بوليسي» الأميركية (Foregin Policy) في عدد حزيران 2008، أن لبنان «دولة مهددة بالتفكّك»، وذلك بعدما حلّ في المرتبة الـ28 من بين الدول الـ177 التي شملها البحث، ليُصنّف مع بلدان أخرى كالعراق والسودان والصومال وتشاد وأفغانستان واليمن ضمن مجموعة الدول الشديدة الخطورة والأكثر توتراً في العالم، بالنظر إلى حالة الاستقرار الداخلي فيها.
وحلّ لبنان في المرتبة التاسعة وفقاً لمعيار التدخل الأجنبي في شؤونه، بعد أفغانستان، العراق، الصومال، ساحل العاج، السودان، هاييتي، زائير وقبرص. وحلّ في المرتبة الـ21 وفقاً لمعيار الانقسام السياسي الداخلي، وفي المرتبة الـ13 بالنظر إلى معيار السيادة الأمنية، وصُنّفت القيادة السياسية والجيش والشرطة في لبنان بأنها «ضعيفة»، فيما جاء تصنيف الجهاز القضائي «متوسطاً».
وكأن هذا لا يكفي، فقد نشرت الدورية عينها في عددها الأخير (تموز 2008) عن تصنيف لبنان ضمن فئة «الدولة الفاشلة»، وجاء ترتيبه في الرقم 18 بعد الصومال (الأول) يليه السودان، زيمبابوي، تشاد، العراق، زائير، أفغانستان، شاطئ العاج، باكستان، أفريقيا الوسطى، غينيا، بنغلادش، بورما، هاييتي، كوريا الشمالية، أثيوبيا وأوغندا. وجاءت نيجيريا وسريلانكا بعد لبنان.
أما الدول المعرّضة لتصبح فاشلة ضمن فئة «تحت الخطر» فضمّت 20 دولة أخرى، بينها عدد من الدول العربية تقدمتها اليمن في الرقم 21 وسوريا في الرقم 35 ومصر في الرقم 40. إذا كان الناس على دين ملوكهم، فإن وطننا الجريح المصنّف «دولة فاشلة» (والكثير من الدول العربية) هو من نسيج سياسييه وقادته، وهؤلاء بمعظمهم «شي فاشل»!