أيوب أبو زوربزغ فجر ذاك اليوم المجيد، يوم تطلق فيه أجنحة النسور من خلف قضبان الزنزانة نحو سماء الحرية، يوم تصدح فيه الحناجر تهليلاً بالأبطال وترحيباً بالشرفاء، يوم تزغرد فيه النسوة في زفة عريس الوطن العائد من بعد طول غياب، يوم يتجسد فيه المجد بهامة بطل مقدام يمشي بخطىً ثابتة على أرض الجنوب الغالي، جاء اليوم الذي ينحني فيه أرز الرب الشامخ على سفوح جبال لبنان أمام عظمة مقاوم جبار وعنفوانه. جاء اليوم الذي يصبح الحلم فيه حقيقة، ويصبح المستحيل ممكناً على تراب لبنان.
جاء اليوم الذي أقف فيه خاشعاً، ليس في الجامع ولا أمام الصلبان بل أمام أسطورة هذا الزمان، جاء اليوم الذي استطعت أن أطبع فيه قبلة على خدّ سمير القنطار، وأصرخ منتشياً بفرحة الانتصار «صدق الوعد وتحرر القنطار».