خضر سلامةتحاول «باربي» منذ سنوات أن تستعيد مجدها الغابر، دون جدوى، الشركة المصنعة لها لم تعد تستطيع أن تخفي مدى تراجع المبيعات. «معبودة الصغار» الشقراء لاقت منافسة ضارية من دمى مختلفة، إلاّ أن المسؤولين في شركة «ماتل» الأميركية قرروا عدم التخلي عنها، رفضوا اقتراحات بإرسالها إلى «المتاحف»، وأكدوا أنهم لن يرموا السلاح. أخيراً توصلت الشركة إلى فكرة «عبقرية» تعيد لباربي مجدها، الدمية ستتخلى عن وقارها لتصير «أكثر إغراءً»، لباسها سيشبه لباس عارضات الأزياء أو ربما فتيات الليل. وستطرح نسخة «باربي ــــ الكنار الأسود» في الأسواق في أيلول، في إطار الاحتفالات بعيدها الخمسين. وقد أثارت النسخة الجديدة من اللعبة الحسناء زوبعة انتقادات وسجالات بشأن مستقبل هذه الخطوة وانعكاساتها، وقال المحتجون إنها تظهر بزي «المومس». جمعيات مسيحية حذرت «ماتل» من هذه الخطوة «غير المسؤولة» و«القذرة» و«المدمرة للجيل الصاعد»، إلا أن الشركة المصنعة دافعت عن خطوتها بالإشارة إلى أن الصورة المستحدثة للنسخة الجديدة مستوحاة من مجموعة قصصية مصورة تحمل الاسم نفسه، وتلبس الزي نفسه.
أعلنت الشركة أن باربي الجديدة موجهة للفتيات اللواتي بلغن 14 عاماً، لكن هذه الحجة لم تقنع المحتجين الذين تحدثوا عن «هيرويين» باربي، مؤكدين أن الدمية قد تجد منفذاً للتغلغل إلى عالم الأطفال. وذهب البعض إلى أن «باربي ــــ الكنار الأسود» قد تشجع على عمليات التحرش بالأطفال.
دان ميتشيل كتب في صحيفة «نيويورك تايمز»، وسخر من المُنتَج الجديد الذي «لا يدخل إلا في حسابات البنوك، لا في حسابات الطفولة»، متسائلاً عن مغزى أن تضع باربي مكياجاً فاضحاً، أو أن تبرز مفاتنها بشكل لا يناسب الأعمار المفترض أن تكون الدمية قد وضعت لأجلهم.
وجاء في بعض التعليقات أن الدمية صارت تشبه «فيلماً إباحياً على قناة كرتون مخصصة للأطفال، مسبوقاً بتحديد الأعمار الملائمة للفيلم».
وسبق لباربي (اسمها الحقيقي باربرا ميليسنت روبرتس) أن أثارت مشكلات ودعاوى قضائية عديدة، كما تعرضت لشروط كثيرة تحدّ من إمكان دخولها إلى عدد من البلدان المحافظة، ومُنعت في دول أخرى كالسعودية، وصوحبت في الغرب بانتقادات كثيرة للشركة المصنعة، سواء لجهة «سلوك» باربي في أزيائها والصورة التي تسوّقها عن المرأة، أو لجهة «مجتمع الاستهلاك» الشديد الذي تروّج له بين الأطفال، إلا أن ذلك كله لم يمنع باربي من تبوّء مركز الدمية الأشهر في التاريخ، والأكثر مبيعاً. إنها الدمية التي تنافس على نسخها الأصلية الأولى المزايدون والمهووسون، والتي يبدو أنها ستدخل عامها الخمسين قريباً بعاصفة جديدة... ولكن هل تؤثر هذه الانتقادات في سلوكيات المستهلكين؟


الدمية التقليدية

ارتدت باربي الأولى أزياء غاية في الأناقة، من فساتين الحفلات إلى ملابس العمل، والنزهات. واختُرع لها بيت وأدوات منزلية ترافقها أينما حلت... وكانت في فترات كثيرة دمية الأغنياء فقط


... والشابة المثيرة

شورت قصير وحمالة صدر، هذا ما ترتديه باربي الجديدة في أحيان كثيرة، ولكنها قد تضيف إليهما أحياناً جوارب مرقطة ومثيرة. أما الحذاء فهو أحياناً كثيراً بكعب عال جداً