ناقش طلّاب الصحافة المكتوبة في كلية الإعلام والتوثيق - الفرع الأول في الجامعة اللبنانيّة مجلاتهم - مشاريع التخرّج للعام الجامعي 2007 - 2008. ومن المتوقع أن تصدر النتائج وتعلّق رسمياً اليوم. وهذه المجلات هي جواز عبور الطلاب إلى الاحتكاك المباشر مع العمل الإعلامي
ليال حداد
لم تكن ظروف صدور مشاريع تخرّج طلاب الصحافة المكتوبة في كلية الإعلام والتوثيق ـــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية طبيعية هذا العام. فأحداث 7 أيار عطّلت عمل الطلاب، ما اضطرّهم إلى تنفيذ المجلات في فترة قياسية لتسليمها في أواخر حزيران.
ولكن رغم الصعوبات، بدا القسم الأكبر من الطلاب راضياً عن عمله، فلمشاريع التخرّج رهجتها وقيمتها«لكونها البداية بعقولنا وقلوبنا المتشوّقة لغد يحوي أحلامنا»، كما كتبت الطالبة مريم زريق في مجلتها «أضواء».
«أضواء» التي نفّذتها كل من زريق وزميلتيها بتول خليل وغنوة ملحم، حصلت على إعجاب لجنة الأساتذة التي قوّمت المشاريع «وعلمنا أننا أخذنا أعلى علامة»، تقول الفتيات.
تعنى المجلة بشؤون الصحافة اللبنانية والصحافيين. «ولأنّ الظلمة طغت على أقلام البعض، ممن امتهنوا الصحافة معتدين، فبيعت عقولهم ومبادئهم، أردنا أن يكون ما بين أيدينا أضواء». هكذا أرادت الطالبات الثلاث لمجلّتهن أن تكون، وهكذا كتبن في افتتاحيّة العدد صفر.
لم تكن تكلفة العمل قليلة، وخصوصاً أنّ الطالبات قرّرن طباعة 750 عدداً، لتوزيعها على الأساتذة والأصدقاء والأشخاص الذين ساعدوهم في العمل. لكنّ المشكلة الأبرز كانت صعوبة الحصول على مواعيد مع الإعلاميين بسبب الأوضاع الأمنية «فرغم الاختلاف السياسي بين معظم الصحافيين الذين قابلناهم، كان الذي يجمعهم واحداً، وهو التدابير الأمنية»، تقول بتول.
وبرزت مجلة الطالبين أحمد شكر، وزينب حاوي «إيوان» بين مشاريع التخرّج لهذا العام، لكونها مجلة متخصصة بشؤون الهندسة والعمارة. يتحدّث أحمد عن المشروع بكثير من الحماسة، فهو الشاب المكفوف، الذي لا يستطيع أن يرى تلك الأبنية التي يكتب عنها، «إلا أنني استطيع أن أشعر بها وأتخيّلها». قرأ أحمد الكثير عن الموضوع وجمع معلومات مكّنته وزميلته من تنفيذ المشروع في مدة لم تتخطّ الأسبوعين «بعدما رفض أحد الأساتذة الإشراف على عملنا اضطررنا لانتظار تعيين الجامعة لأستاذ مشرف جديد».
ولفلسطين حصتها أيضاً في مشاريع التخرّج، فكانت «زيتونة»، مجلة الطالبتين لينة عطوات ونادية فهد. وخصصت المجلة ملفّ العدد للفن الفلسطيني المقاوم، كما حاولت جمع أخبار وتحقيقات عن فلسطين وأحوال اللاجئين في لبنان. وإضافة إلى المجلة الورقية، صمّمت الطالبتان مدونة إلكترونية خاصة بالمجلة «www.zaitonamag.blogspot.com» لتبقى «زيتونة» في متناول الجميع، بما أن الطبعة الورقية لن يصدر منها سوى العدد صفر. وتحتوي المدوّنة على أخبار متنوعة من فلسطين، إضافة إلى أشرطة فيديو مصورة تجسّد الإرهاب الإسرائيلي.
من جهة أخرى، حاولت مجلة «تضاد» أن تحيط بجوانب حياة الشباب اللبناني كافة، من السياسة، إلى الفنّ والإعلام وحتى الموضة. فقامت كل من الطالبات حنان خالد، جانا رحّال، وليدا فخر الدين، بتحقيقات ومقابلات أبرزها تحقيق عن زواج المتعة والمسيار وأهميته في حياة الشباب، إضافة إلى نظرة المجتمع لهذا النوع من الزواج. كما خصصت المجلة ملفها للمنظّمات الشبابية اللبنانية واختلاف وجهات نظرها.
أما مجلة «هورمون»، مشروع الطالب محمود غزيّل، فهي مجلة متخصصة بشؤون المراهقين، بدت معالجتها للمواضيع غير عميقة وسطحية في بعض الأحيان، فركّزت على المواضيع الفنية بعيداً عن المواضيع الأساسية في حياة المراهقين.


زاوية منسيّة

في تلك الزاوية التي غالباً ما يتفاداها القارئ، ولجنة الأساتذة، يكتب الطلاب مشاعرهم، أمنياتهم الشخصية، وإهداءاتهم إلى هؤلاء الذين كان لهم الفضل بتخرّجهم فعلاً أو إلهاماً. «إلى كل شهداء الكلمة الحرّة ومعتقلي الرأي في السجون العربية... إلى أبي الغالي وأمي الحنونة... إليك في فتنة عبورك الجامح، يوم تعثّر بك قدري... تموز»، كتبت بتول خليل إلى «أحبائها» في فقرة الإهداء في الصفحة الأخيرة من مجلة «أضواء».
أما لينة عطوات فأهدت مجلتها «زيتونة»، «إلى الذين أرضعوني حب قريتي لوبية». كذلك دوّنت زينب حاوي في زاويتها الخاصة في إيوان «إلى تلك المتمرّدة عقلاً وعنفواناً بداية الزاي ونهاية الباء، إلى من نضب الدم من جسديهما قبل الشهادة».