نظّمت جمعيّة «صحافيون» ومؤسسة «فريدرش إيبرت»، ورشة عمل لطلاب كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية، بعنوان «الصحافة وقضايا المجتمع»اختلفت روايات الطلاب ـــــ الإعلاميين المشاركين في ورشة «الصحافة وقضايا المجتمع» عن حوادث أيّار الماضي. فقد جرى تقسيم الطلاب إلى ثلاث مجموعات، وكتبت كلّ مجموعة روايتها لما حصل في هذا الشهر. وكان المدرّب جو حدّاد قد اعتمد في توزيعه للمشاركين على ميولهم السياسيّة، فكانت هناك مجموعة قريبة من المعارضة وأخرى للموالاة، والثالثة وسطيّة. وعندما بدأ النقاش، تبيّن أن لا أحد يعرف العدد الحقيقي لضحايا هذه المعارك، وأنّ التركيز كان على الجوانب السياسيّة لا على معاناة المواطنين، لكن اللافت أنّ الطلاب ابتعدوا عن استخدام عبارات طائفيّة ومذهبيّة أو لغة تحريضيّة.
ومع أنّ بعض الطلّاب يعمل في عدد من المؤسّسات الإعلاميّة، وبعضهم الآخر لم يدخل سوق العمل بعد، فقد كان القاسم المشترك بينهم الخوف من المنحى التحريضي الذي ينتهجه عدد لا بأس به من وسائل الإعلام. لذا تركّز الحديث مع الضيوف على كيفيّة محافظة الصحافي على هوامش حريّته وعدم دخوله في لعبة التحريض. كذلك جرى نقاش معمّق للطريقة التي جرت فيها تغطية عودة الأسرى والشهداء، بحيث فتحت وسائل الإعلام المرئيّة هواءها لمراسليها الذين كرّروا ما قالوه مرّات عدّة لعدم وجود برنامج لهذا اليوم.
ورأى الطلاب في ورشة العمل فرصة للتواصل مع المختلف عنهم، لكنّ هذا لم يمنع أن يغيب بعض المشاركين بسبب رغبتهم في التخلّص من النقاشات السياسيّة، «أو حتى لا نُبتزّ»، كما تقول إحدى المشاركات في الورش السابقة للجمعية.
يذكر أنّ جمعيّة «صحافيون» ومؤسسة فريدرش إيبرت الألمانيّة، قد نظمتا الورشة لعدد من طلّاب كلية الإعلام في الجامعة اللبنانيّة بفرعيها الأول والثاني لمدّة ثلاثة أيّام، وهذه الورشة هي الثالثة للمجموعة ذاتها من الطلّاب هذا العام.
بعد الافتتاح، تحدّثت الزميلة رلى مخايل عن «الإعلام في خدمة القضايا العامة: دور صحافة المواطنة». ثم أعدّ المدرّب جو حدّاد سلسلة من التمارين التواصليّة الشيّقة في كيفيّة التعامل مع «قضايا عامة خلافية: المفاهيم والتقنيات». وناقش الطلّاب مع الزميل عماد الدين رائف من اتحاد المقعدين اللبنانيين، الدور الذي يُمكن أن يؤديه الإعلام في سبيل مناصرة قضايا المعوّقين، واللغة والمصطلحات التي يجب استعمالها في الكتابة الصحافيّة.
وأجاب رئيس حزب البيئة ومسؤول الصفحة البيئية في جريدة السفير الدكتور حبيب معلوف عن سؤال: «لماذا الصحافة البيئيّة؟ وكيف يُمكن أن نطوّرها؟ ودار نقاش حول عدد من القضايا البيئيّة وطريقة تعاطي الدولة معها، وخصوصاً قضيّة تلوّث المياه في لبنان».
وبحث الطلاب المشاركون مع الزميلة نجاة شرف الدين، معدّة ومقدّمة برنامج «ترانزيت» على شاشة تلفزيون المستقبل، في إمكان أن يكون الصحافي موضوعياً في ظلّ الانقسامات الحادّة، فأكدت ضرورة أن يستغل الصحافي أو الإعلامي هامش الحريّة إلى الحدّ الأقصى والعمل على توسيعه.
وقد عقد لقاء بين المشاركين في سلسلة ورش هذا العام، والطلاب الذين شاركوا في سلسلة ورش العام الماضي، ووزعت شهادات على المشاركين.
(الأخبار)