رأس بعلبك ـ رامي بليبلهو ابن بلدة الفاكهة، لكنه شيّع في كنيسة راس بعلبك، وووري الثرى في بلدة اللبوة. فقد منعت الخلافات السياسية الشهيد راغب محمد عيشا من العودة إلى تراب بلدته التي غادرها مقاوماً قبل 18 عاماً لتنفيذ عملية ضمن مجموعة الشهيدة حميدة الطاهر.
أمس استقبلته والدته بالزغاريد ونثر الأرز، ضمّت نعشه، قبّلت صورته وراحت تودّعه بأناشيد الشهادة. تجمع رفاقه وأبناء بلدته في ساحة راس بعلبك مظللين بأعلام حزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الله والحزب الشيوعي اللبناني، فضلاً عن صور الشهيد ولافتات التنديد بإسرائيل والتأييد للمقاومة وسيدها.
وعلى وقع أناشيد جوليا، حمل النعش على الأكف وجاب شوارع البلدة وصولاً إلى كنيسة مار اليان، حيث سُجّي في صالون الكنيسة وتعاقب على تأبين الشهيد كل من مطران بعلبك الهرمل للروم الكاثوليك الياس رحال باسم أبناء رأس بعلبك، عضو المكتب السياسي في حزب الله الحاج أحمد المذبوح باسم حزب الله والدكتور أديب الحجيري باسم حزب البعث.
الاستقبال المهيب الذي أعدّه أبناء رأس بعلبك تكريماً للشهيد، كان قد رفضه أبناء بلدة الزيتون الذين منعوا ذوي الشهيد من دفنه في مقبرة البلدة بسبب انتمائه إلى حزب البعث.
وقد أصدر الحزب بياناً استنكر فيه الحادثة جاء فيه: «كنا نتمنى أن تكلل مظاهر الوحدة الوطنية التي تجلت بمشاركة كل القوى والأحزاب والتيارات السياسية اللبنانية في استقبال الأسرى ورفات الشهداء بتجسيد هذه التظاهرة على أرض الواقع من خلال تكريم هؤلاء الشهداء الذين روت دماؤهم أرض الوطن والذين بدمائهم يطهرون ترابها، لكن عصابات الظلام وقطاع الطرق وأصحاب المشاريع المشبوهة في تيار المستقبل وأنصارهم أبت الارتقاء إلى مستوى الشهادة ورفضت التبرك بأجساد الشهداء برفضهم دفن أحد شهداء المقاومة، وهم معروفو الأسماء والانتماء، والحؤول دون مواراة راغب عيشة في جبانة الزيتون الفاكهة». وأضاف البيان: «نحن وقد آلمنا هذا المشهد (...) كان بإمكاننا تجاوز هذه العصابة غير مبالين بما يفعلون، ولكن حرصنا على الوحدة الوطنية وتفويت الفرصة على بعض المشبوهين لخلق مناخ الفتنة الذي هو مشروعهم الدائم، أمليا علينا مسؤولية وطنية بتغيير مكان الدفن».
وكان حزب البعث قد شيّع أيضاً جثمان الشهيد زياد الأيوبي في بلدة الهري في قضاء البترون خلال مأتم حضره ممثلون عن مختلف القوى والتيارات الحزبية. ونقل الجثمان من منزل الشهيد محمولاً على وقع الهتافات وزغاريد النسوة ونثر الأرز والورود وصولاً إلى جبانة البلدة حيث ووري الثرى.