لا بطاقات إعارة يدوية أو خزانة «جوارير» للفهرسة بعد اليوم في كلية الإعلام والتوثيق - 1 في الجامعة اللبنانية. فقد أنجزت الكلية أول مكتبة ممكننة، ضمن مشروع تحديث المكتبات في الجامعة، وفق نظام «الأفق» العالمي، وينتظر تطبيقه ابتداءً من بداية الفصل المقبل
فاتن الحاج
بعد نصف قرن من الانتظار، تضع الجامعة اللبنانية القطار على سكة مكننة مكتبات كلياتها وفروعها وتوحيد فهرستها بواسطة نظام الفهرسة الآلي «Horizon» أو الأفق. فقرار التحديث اتخذته رئاسة الجامعة عندما اشترت النظام. لكن كلية الإعلام والتوثيق ـــــ الفرع الأول كانت أول المبادرين إلى إنجاز المهمة عبر «تعشيب» محتويات مكتبتها وإنشاء نظام الإعارة وفهرسة 6200 كتاب إلكترونياً ووضع «code bare» على كل كتاب، في وقت قياسي لا يتجاوز الستة أشهر. وقد وقف وراء المبادرة فريق عمل آمن بأهمية الخطوة الأولى على طريق مكننة المكتبة في كلية تمنح الإجازة في إدارة المعلومات والمكتبات والوثائق.
وتبقى المبادرة الأهم التي تسجّل لإدارة الجامعة في هذا المجال دعوة متخرّجيها إلى الالتحاق بالمكتبات والإسهام في أعمال الفهرسة وإنجاز مشروع المكننة، عبر التعاقد مع 59 متخرجاً من أقسام المعلومات والمكتبات في كلية الإعلام والتوثيق بفرعيها الأول والثاني للقيام بالأعمال المكتبية، واستقدام 150 مدرّباً فنياً معلوماتياً، معظمهم من متخرّجي الجامعة، للاستعانة بهم في الأعمال التقنية والفنية (IT). يذكر أنّ كلية الإعلام استقطبت ثلاثة مدرّبين هم: إحسان أصلان، المتخرجة من الكلية والمتخصصة في التوثيق، دينا درويش وهبة نصر الدين، المتخرجتان من معهد التكنولوجيا في صيدا التابع للجامعة في اختصاص إدارة المعلوماتية.
أما إنجاز الكلية فيندرج في إطار مشروع تسعى رئاسة الجامعة إلى تعميمه على سائر مكتبات الكليات والفروع. وتشرح رئيسة دائرة شؤون المكتبات في الإدارة المركزية، دينا سكر، «أنّ الجامعة اشتركت بقواعد بيانات في اختصاصات الهندسة والعلوم والتكنولوجيا (I.E.E.E) تضم مليوني وثيقة و136 دورية تعود بتاريخها إلى ما قبل 1913». وتتضمن قواعد البيانات العالمية أكثر من 1800 دورية عالمية محكّمة ضمن قاعدة بيانات «science direct» ونحو 20 ألف دورية في مختلف اختصاصات الجامعة، إضافة إلى 1380 كتاباً إلكترونياً جرى الاشتراك بها لمدة خمس سنوات.
يذكر أنّ الجامعة تستطيع استقبال هذه القواعد والدوريات على صفحتها الإلكترونية: «www.ul.edu.lb». والأهم في هذا العمل، بحسب سكر، ربط مكتبات الجامعة في ما بينها بالإدارة المركزية، ما يسهّل الاطّلاع والبحث.
من جهته، يوضح أمين المكتبة في كلية الإعلام ـــــ الفرع الأول محمد المقهور «أنّ النظام متكامل ومطبق في المكتبات العالمية مثل مكتبة الكونغرس والمكتبة الوطنية الفرنسية والمكتبة البريطانية، ونستطيع من خلاله فهرسة الكتب والدوريات وتزويد المكتبة وغيرها من الأعمال المكتبية، ويسمح لنا بالاستغناء عن بطاقات الإعارة التقليدية و«جوارير» الفهرسة». ولفت إلى أنّ المرحلة الأولى المتمثلة بإدخال الكتب أنجزت، وسيستكمل العمل بإدخال الدوريات وإعداد التقارير وما شابه.
أما مدير الفرع الأول للكلية الدكتور مصطفى متبولي فقد بدا متحمساً لمشروع التحديث، وأصرّ على التأكيد أنّ جهود فريق العمل هي التي أنجحت المهمة. وقال متبولي في حفل افتتاح أول مكتبة ممكننة في الجامعة اللبنانية: «إنّ وضع الحجر الأساس لأي بناء واعد يحتفل به أهله، وهذا ما نقوم به اليوم (أمس)، لأنّ من حقنا أن نفرح ونحتفل جميعاً بإطلاق باكورة مشروع تحديث مكتبات الجامعة اللبنانية».
وقدّم رئيس دائرة العلاقات العامة في الجامعة غازي مراد الحفل، فيما حرص رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر على التأكيد أنّه الحدث الأول من نوعه، ويجب أن يكون دافعاً لكل الكليات للعمل والمثابرة، موضحاً أنّ الحفل هو للإعلان عما تحقق على صعيد المكتبات كلها . وشدّد على أنّ النظام له نتائج إيجابية من حيث الوقت وأرشفة الكتب وتوثيق عناوينها وتواريخها ومضمون فحواها، بما يسهّل البحث والتفتيش والعودة إليها بشكل أسرع.
يذكر أنّ نظام «الأفق» نظام أميركي معرّب من شركة النظم العربية المتطورة المشرفة على تسويقه عربياً وفي منطقة الشرق الأوسط، والتي ساندت الجامعة في تدريب أمناء المكتبات والمكتبيين والتقنيين.


انضمت هبة نصر الدين إلى أسرة كلية الإعلام للمساهمة في الاستشارة التقنية. وتقول هبة إنّها وزميلتها دينا درويش تعرفتا إلى عالم التوثيق والمكتبات الذي لم يكن لديهما أدنى فكرة عنه، لكنهما سعيدتان بالتجربة، وخصوصاً أنّ لديهما ملفات تقنية أخرى لمعالجتها


انضمت هبة نصر الدين إلى أسرة كلية الإعلام للمساهمة في الاستشارة التقنية. وتقول هبة إنّها وزميلتها دينا درويش تعرفتا إلى عالم التوثيق والمكتبات الذي لم يكن لديهما أدنى فكرة عنه، لكنهما سعيدتان بالتجربة، وخصوصاً أنّ لديهما ملفات تقنية أخرى لمعالجتها


لفتة
الاستقرار المادي


احتضنت الجامعة اللبنانية متخرجيها في مشروع تحديث المكتبات. لكنّ الدم الجديد الذي يملك الإمكانات العلمية والثقافة المعلوماتية، والذي تحمّس للانخراط في مشروع جامعته الوطنية، ينتظر أن يُستكمل احتضانه بتعزيز استقراره المادي، عبر إعادة النظر بصيغة التعاقد السنوي.