أثار التحليق المكثّف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق أجواء الجنوب، والتحرّكات العسكريّة في منطقة الغجر، منذ ليل أوّل من أمس، مخاوف الأهالي الذين استعادوا معها الاعتداءات التي حدثت في مثل هذه الأيام قبل عامين.وقد استدعى هذا التحليق، الذي لم يحصل بهذا الشكل منذ وقت طويل، تعليق الناطقة الرسمية باسم قوّات الطوارئ الدوليّة «اليونيفيل» ياسمينا بوزيّان التي عدّته «خرقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وانتهاكاً للأجواء والسيادة اللبنانيتين». وأوضحت بوزيّان أنّ اليونيفيل طلبت من الجانب الإسرائيلي ضرورة وقف هذه الخروقات في الشكوى التي قدمتها إليه، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ «مديرية حفظ السلام في اليونيفيل قدّمت ولا تزال تقاريرها إلى الطرفين اللبناني والإسرائيلي وإلى مجلس الأمن، تبلّغ فيها عن كل الخروقات، فيما تتصرف بشكل متساو وعلى مسافة واحدة من جميع الأطراف، وتتعامل معهم بطريقة واحدة وحيادية بالنسبة إلى تنفيذ القرار 1701».
أمّا في ما يخصّ الأوضاع في منطقة الغجر والحديث عن احتمال انسحاب إسرائيلي قريب منها، وخصوصاً أنّها تشهد حركة كثيقة لدوريّات قوّات «اليونيفيل» في محيط الشطر اللبناني، فقد لفتت بوزيّان إلى أنّ «ما يُحكى عن موضوع الغجر هو تقارير وبيانات إعلامية تتناقلها وسائل الإعلام، ونحن كقوة دولية ليس لدينا أي معلومات جديدة»، مؤكّدة «أن اليونيفيل بدأت منذ عام 2006 العمل على إيجاد حلّ، ولا تزال مستمرّة إلى الآن».
وكان الطرف الجنوبي من بلدة الغجر المحتلّة قد شهد تحرّكات عسكرية إسرائيلية مدرّعة كثيفة، إضافة إلى مرابطة بعض ناقلات الجند المدرّعة عند مداخل الشطر السوري منها. وتزامنت هذه التحركات مع حركة جويّة لافتة للطيران الحربي في أجواء المنطقة الحدودية وفوق مرتفعات الجولان السورية المحتلّة، إضافة إلى حركة مماثلة في الأجواء اللبنانية الجنوبية، حيث حلّق الطيران على ارتفاع متوسّط فوق القطاعين الأوسط والغربي وفوق قرى قضاء بنت جبيل. وفي هذا الإطار، أصدرت مديرية التوجيه ـــ قيادة الجيش بياناً لفتت فيه إلى «أنّه تمادياً في انتهاك السيادة اللبنانية والقرار 1701، واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته، حيث خرقت طائرة استطلاع من دون طيّار أجواء بلدة الناقورة، واتّجهت شمالاً منفّذة طيراناً دائريّاً فوق مناطق الجنوب ـــ البقاع الغربي ـــ رياق ـــ بعلبك ـــ إقليم الخروب وبيروت». وتابع البيان أنّه «ليل أمس اخترقت طائرتان حربيتان إسرائيليتان معاديتان بلدة علما الشعب، واتجهتا شمالاً حيث نفذتا طيراناً دائرياً فوق مختلف المناطق اللبنانية، ثم عادتا جنوباً وغادرتا فجراً من فوق بلدة رميش».