عدل أهل «سمر» عن رأيهم بزواج ابنتهم من «وسام» بعدما عجز عن «تأمين نفسه»، وأمروا ابنتهم بقطع علاقتها به. الفتاة التي كانت تعمل في استديو تصوير يديره وسام، أذعنت لرغبة ذويها واتصلت به طالبة إنهاء العلاقة، إلا أنها فوجئت بوسام مهدداً: «عندي صور فاضحة تجمعنا وسأقدمها لوالدتك ما لم توافقي على الزواج بي». وبعد جدال بين الاثنين، اتفقا على أن يلتقيا في مقهى الناعورة في الرويس، برفقة «هلا» شقيقة سمر، ليسلمها الصور. وبالفعل تم اللقاء في 21/2/2008، إلا أن وسام لم يف بوعده وطلب منهما مرافقته إلى محله الكائن في حي السلم لتسليمها الصور. توجهت سمر وشقيقتها هلا معه إلى المحل المذكور، ولدى دخولهما أقفل الأخير الباب الجرار، وسأل حبيبته أن تصعد معه إلى «المتخت» ليسلمها الصور، وقال لهلا إنه يريد التحدث مع شقيقتها على انفراد. لحظات ودوّى صراخ استغاثة، أسرعت هلا إلى المتخت لتجد وسام ينهال طعناً بالسكين في جسد شقيقتها، وليعاجل الأخيرة بطعنة في يدها اليسرى قبل أن يتسنى لها الهروب إلى الخارج، مستغيثة بالمارة الذين لم يستطيعوا شيئاً سوى أن أقفلوا الباب على وسام وسمر.في التحقيق، اعترف وسام بإقدامه على قتل سمر، مبرراً السبب: «قتلتها كي لا تكون لغيري»، وقال إنه أثناء حديثهما في المتخت أخبرته أن والديها رافضان لزواجها منه وأنها لا تستطيع أن «تكسر كلمة ذويها». وأضاف أنه عرض عليها الزواج «خطيفة» إلا أنها رفضت، وعندما سألها إذا كانت لا تزال تحبه وإذا كان هناك شخص آخر في حياتها، لم تقدّم إجابة فاعتبر ذلك بمثابة الموافقة وقال: «لم أشعر بنفسي إلا وأنا أطعنها بالسكين». ولفت إلى أنه مغرم بها وأن شقيقتها هلا كانت تنوي تعريفها بشاب آخر ليتزوجها، كما كانت قد أخبرت وسام. وقال إنه لا يستطيع العيش من دونها وإنها «إذا لم تكن لي فلن تكون لأحد»، ومبرراً: «أحبها جداً ولا أستطيع أن أتحمل فراقها».
كما أفادت هلا أن وسام أقدم على قتل شقيقتها وأنه حاول قتلها هي، إلا أنها استطاعت الفرار. وأضافت «هدد وسام سمر بمنعها من الارتباط بأي شخص غيره». وأكد الطبيب الشرعي الذي كشف على الجثة أن سمر تلقت أكثر من ثلاثين طعنة في جسدها، موضحاً أن قاتلها «أعمل فيها طعناً أثناء تقلبها على الأرض».
وبنتيجة التحقيقات والأدلة، أصدر قاضي التحقيق المنتدب في جبل لبنان محمد بدران قراراً اتهم فيه وسام بجناية المادة 549 من قانون العقوبات (يصل حكمها إلى الإعدام). إلا أنه منع المحاكمة عن وسام بتهمة محاولة قتل هلا لعدم توافر عناصر الجريمة، موجباً محاكمته أمام محكمة جنايات جبل لبنان.
(الأخبار)