نال 11 طالباً من كليّة الفنون الجميلة والفنون التطبيقيّة في جامعة الروح القدس الكسليك شهادة الدراسات العليا في الهندسة المعمارية. وتنوعت تصاميم المتخرجين بين المشاريع الإعلامية والسياحية والرياضية، مركزين على علاقة المشروع بمحيطه
الكسليك ـ جوانا عازار
اختار الطالب في قسم الهندسة المعمارية في جامعة الروح القدس الكسليك جاد نصر الله هندسة مبنى متعدّد الوظائف لشركة أخبار بيروت التي تُصدر صحيفة «الأخبار» اللّبنانيّة.
من جهته، تناول زياد خوري الهندسة الرمزيّة، فانطلق من مناطق لبنانيّة منها مغدوشة، حريصا، زحلة، وتتميّز كلّ منها برمز دينيّ وثقافيّ معيّن مطبوع في ذاكرة اللّبنانييّن. وقد قرّر خوري تطبيق هذا النظام في بيروت بعدما وجدها تحتاج إلى رمز يتخطّى السياسة والطائفيّة. وجمع زياد في مشروعه وجه المدينة الثقافي، الاجتماعي، الدينيّ، الطبيعي والتجاريّ، ليعكس هويّتها ضمن ما سمّاه «L’icône de Beyrouth». ويظهر المشروع من خارج بيروت على أنّه نقطة الانطلاق، ويبدو من داخلها أنّه نهاية المدينة ممثّلاً استمراريّة نظرية لساحة الشهداء. وفي موقع واحد تجتمع المكوّنات الأساسيّة للحياة البيروتيّة العامّة، فيضمّ المشروع مركزاً تجاريّاً، مركزاً ثقافيّاً، مكتبة عامّة، متحفاً، نادياً رياضيّاً، إضافة إلى مطاعم وفنادق. وتقتضي هندسة المشروع خلق مساحة حقيقيّة للحياة في إطار متعدّد وبيئة متمدّنة من خلال جعل شكل مدينة بيروت عموديّاً، بحيث تظهر الأماكن والشوارع فيها عموديّة لخلق رابط بين الأفقيّ والعموديّ، المغلق والمفتوح، العامّ والخاصّ. ويزيّن خوري مشروعه بنوع من الأشجار تتغيّر أوراقها مع تغيّر الفصول، فيما يتبدّل المشروع مع تغيّر الطبيعة في لبنان.
أما الطالبة ايمّا مسلّم، فهندست مبنى لشركة «بورش» جمع بين التكنولوجيا، الحداثة والتميّز، وصمّمت مجسّمات إهليلجيّة «Ellipsoid» تحتوي انحدارات حلزونيّة يحيطها الفراغ على طول ارتفاعها وتمثّل منصّات منحنية لعرض السيّارات. الشكل ديناميكيّ من الداخل وهادئ من الخارج بحيث يفرض المشروع نفسه في محيطه. وتخصّص إيما مساحة للمشاة وأخرى للسيّارات التي تجتاز المكان وتحظى بفرصة رؤية المشروع عن كثب. وينقسم المشروع إلى قسمين يختلفان بالارتفاع ويضمّ الأول صالة العرض والآخر يكوّن المساحة المخصّصة للمكاتب. أما المساحة الفاصلة بين القسمين، فتمثّل منصّة الدخول.
ونفّذت الطالبة ريتا نجم مبنى متخصّصاً بتصميم الأزياء يقع في بيروت على مقربة من الفنادق حيث تجمع فيه كلّ ما له علاقة بعالم الأزياء والتصاميم، تحت عنوان الفخامة، وتهدف من خلاله إلى تعزيز صورة بيروت كعاصمة للموضة، وخصوصاً أنّ المبنى يتضمّن محترفاً لمصمّمي الأزياء، إضافة إلى متجر يعرضون فيه تصاميمهم، فضلاً عن
Club خاصّ بهم و Mall للتسوّق.
وقد تنوّعت مشاريع الطلاب الآخرين، فمشروع الطالبة كاريل وهيبي هو عبارة عن مساحة سياحيّة وفنيّة لمدينة جونية، وفيه أحياء للمدينة، لمن يقطنها ومن يزورها، فيما اختار الطالب كمال كفوري تنفيذ مشروع هو عبارة عن مركز ثقافيّ جامع في شارع هوفلين في مونو، ونفّذ الطالب الياس كركي مكتبة عامّة ومركزاً ثقافيّاً في انطلياس، بينما تمحور مشروع الطالب سامي سليمان حول مركز سياحي في زحلة، ووقع خيار الطالب وسام يونس على مركز للشباب.
وقد وصف رئيس قسم الهندسة المعمارية المهندس ظافر سليمان المستوى الجمالي بالمرضي ويتماشى مع النشاط الوطني والعالمي الذي يمارسه القسم من خلال المشاركة في المؤتمر العالمي للمعمارييّن في تورونتو ومحاولة عقد الاتفاقيات مع جامعات عالميّة.
وكان طلاب القسم قد ناقشوا مشاريع تخرّجهم، وخصّصوا بحسب سليمان سنتهم السادسة لإجراء الأبحاث حول الموضوع الذي اختاروا العمل عليه، فأعدّوا دراسة تمهيديّة عنه. وقد قوّمت المشاريع النهائيّة على أساس علاقة المشروع بمحيطه، وطريقة عرض الطالب له. وقد أشرف على المشاريع الطلابية كل من المهندسين ألفونس قاعي، نزيه قاعي، غسان مارون، أنطوان يونان، بشارة مونس، جورج غريب، والدكتور فيكتور طقشي. ويبقى أنّ المشروع النهائيّ الذي نفذّه الطلاب يمثّل 12 وحدة أو Credits بحسب النظام المعتمد من إدارة الجامعة.



تتوجه ماريا أصطفان في مشروعها الذي يقع قرب مستديرة العدليّة عن الرسوم المصوّرة إلى كل الفئات العمرية. وتستهدف ماريا محترفي هذا الفن ليجدوا مكاناً يعرضون فيه قصصهم، وتصمّم للغاية مركزاً ثقافيّاً لتعريف الهواة بهذا العالم

صمّم عادل داغر مساحة جسّد بواسطتها ظاهرة اجتماعيّة جديدة عبر التعبير الموسيقيّ. فعلى مساحة 60 ألف متر مربع في منطقة نهر الموت، اختار داغر مشروعه للشباب المنخرطين في فرق موسيقية الذين يبحثون عن أماكن مهجورة لإقامة الحفلات والتمرينات


وقفة
تطوير البرامج

يسعى قسم الهندسة المعماريّة في جامعة الكسليك إلى عقد اتّفاقيّات دوليّة مع جامعات في أوروبا تمهيداً للتعاون في مجال المشاريع، ويعمل القسم على تطوير البرامج، تماشياً مع متطلّبات سوق العمل في لبنان والدول العربيّة، وخصوصاً أنّ النظريّات لا تتبدّل فيما تبقى أطر التطبيق أوسع.