رحّب رئيس «كتلة المستقبل»، النائب سعد الحريري، بـ«تقدم الجهود المبذولة لإطلاق الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية»، داعياً إلى «أن تكون مناسبة للوحدة الوطنية»، مؤكداً «أن الفرحة لن تكتمل إلا برؤيتهم آمنين على أرض الوطن وبين أهلهم وإخوانهم».وقال الحريري في تصريح أمس: «نأمل أن تسير هذه الخطوة حتى خواتيمها لتنهي سنوات طويلة من الظلم والعذاب والقهر في سجون العدو الإسرائيلي، وأن يتحقق بإنجاز إطلاقهم مطلب لبناني مهم لطالما سعى لبنان بقوة لدى أصدقائه وفي جميع المحافل الدولية إلى تنفيذه». وختم: «إن شعور الفرحة بقرب إطلاق سمير القنطار ورفاقه، يرافقه مع الأسف الشديد، شعور بالمرارة لدى كل اللبنانيين، بما آلت إليه الأوضاع الداخلية من اقتتال وانتشار لسلاح الفتنة في العديد من المناطق، وهي مناسبة نتطلع فيها إلى أن تكون عملية إطلاق الأسرى مناسبة حقيقية للوحدة الوطنية، ولإعادة التفكير بضرورة دعم انطلاق عهد الرئيس ميشال سليمان بالقوة المطلوبة، لأنه لا يجوز على الإطلاق أن تنغّص فرحة لبنان الوطنية بإطلاق الأسرى من السجون الإسرائيلية بالفتنة التي يسعى أعداء الوطن لزرعها في كل مدينة وكل قرية وكل بيت».
من جهته، سأل النائب وليد جنبلاط عبر موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي: «كيف يحق للبعض التفاوض لاستعادة الأسرى وهو مطلب محق، ويحق للبعض الآخر إجراء مفاوضات فوق الطاولة وتحت الطاولة مع إسرائيل لتحقيق السلام، ويحق للبعض الآخر ربما لظروف موضوعية التوصل إلى تهدئة مع إسرائيل، ولا يحق للبنان أن يطبق اتفاقية الهدنة التي نص عليها اتفاق الطائف؟ وكيف لا يحق للبنان أن يطالب بوصاية دولية على مزارع شبعا ويتهم بالعمالة كل من يطرح هذه الفكرة؟».
وتمنى رئيس حزب الكتائب اللبنانية، الرئيس أمين الجميل، أن «تشكل عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل و«حزب الله» نهاية لمأساة تعيشها عائلات لبنانية كثيرة لها محتجزون في سجون إسرائيل وسوريا». وبعدما أسف لـ«غياب الدولة عن هذه المفاوضات»، رأى أن «ما جرى التوقيع عليه من اتفاق بين دولة وحزب من لبنان، نمط جديد من التعاطي الدبلوماسي غير المباشر مع إسرائيل».
ودعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ نصر الدين الغريب، في تصريح، الموحدين الدروز واللبنانيين إلى المشاركة بعيد النصر، بعودة المجاهدين من سجون الاحتلال، وقال: «الشحّار (منطقة الأسير القنطار) يبتسم من جديد بعدما كان جريحاً، الشحار يصفق لبطله العائد من الأسر في سجون الاحتلال، ها هو سمير القنطار الابن البار يعيد البهجة لقلوب المناضلين اللبنانيين والفلسطينيين. لقد أبى سمير القنطار إلا أن يكون من أوائل المقاومين منهم على الأرض المحتلة مع ثلة من رفاقه الأبطال. فليرفع لبنان رأسه عالياً وليسطّر بطولته بحروف من ذهب». أضاف: «بوركت يا سمير بطلاً مجاهداً صابراً لثلاثين عاماً خلت في السجن، لم تزدك إلا إصراراً على محاربة العدو الإسرائيلي وتمسكاً بالمقاومة الوطنية، وبوركت المقاومة بقيادة السيد حسن نصر الله الذي فرض أمراً واقعاً على إسرائيل». ودعا طائفة الموحّدين الدروز واللبنانيين جميعاً إلى «المشاركة بعيد النصر، عيد جميع اللبنانيين على السواء بعودة الأبطال المجاهدين دون السؤال عن هويتهم الدينية التي يمعن البعض في تذكيتها للتفرقة والانقسام».
بدوره، علّق نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على قرار الحكومة الإسرائيلية إطلاق الأسرى، فقال: «هذا عمل مبارك وجيّد حققته المقاومة بفعل تشبّثها بالحق وعدم التخلي عن أسرانا، وهذا نصر جديد سجّلته المقاومة بإرغامها حكومة العدو على الموافقة على صفقة التبادل التي يستعيد فيها اللبنانيون والعرب أبطالهم من سجون العدو، وعلينا أن نتحرر من عصبياتنا فنغرس تعاليم الدين السمحة وأخلاقه في نفوسنا ونترك القشور ونتمسك باللباب ولا سيما أن الأديان أمرتنا بالعدل والمحبة وخصوصاً الإسلام.
ورحب النائب السابق إميل لحود بـ«اعتراف الحكومة الإسرائيلية بهزيمتها»، وتساءل «ألم يكن من الأفضل لأولمرت أن يوافق على هذه المقايضة في تموز 2006 بدلاً من قرار الحرب الذي اتخذه حينها وأدى إلى هزيمة نكراء ومذلّة لجيشه؟». وهنأ «المقاومة اللبنانية البطلة التي تمكّن لبنان بفضل تضحياتها الغالية من تحرير أسراه، وعلى رأسهم سمير القنطار بعد ثلاثين عاماً من المعاناة والتعذيب ليعود إلى أحبائه الذين ينتظرونه بشوق وحنين».
وشدد «لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية» في لبنان على «أن تحرير الأسرى هو تأكيد فعلي جديد على أهمية وضرورة المقاومة لاسترجاع الحقوق والمقدسات وتحرير الأسرى، والوقائع العملية تثبت ذلك مهما تغاضى المرجفون وتقاعس المتقاعسون».
ورأى أمين سر اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين، يحيى المعلم (شقيق المفقود محمد المعلم)، «أن عملية التبادل هذه التي كشفت عن جثامين العديد من الشهداء الذين سقطوا في الأرض المحتلة في لبنان وفلسطين منذ أوائل السبعينيات في مواجهة العدو، أتت لتعيد إلى ذويهم بعضاً من السكينة والهدوء بعدما أصبح أبناؤهم صوراً معلّقة على جدران المنازل فقط دون زيارة ضريح، وإلقاء الورود على أضرحتهم».
بدورها، رحّبت الهيئة الوطنية للمعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية بـ«الانتصار الجديد الذي حققته المقاومة بإعلان حكومة العدو الإسرائيلي موافقتها على عملية تبادل الأسرى، ما يؤكد صوابية خيار المقاومة بالدفاع عن الحقوق وصدقية التزاماتها بإعلان قائدها السيد حسن نصر الله أننا شعب لا نترك أسرانا في السجون».
كما صدرت مواقف مهنّئة ومرحّبة عن كل من: رئيس المكتب السياسي في الحزب العربي الاشتراكي، أحمد شكر، ورئيس الهيئة الشبابية للحوار الإسلامي المسيحي مالك فيصل مولوي.
(الأخبار)