طرابلس ـ عبد الكافي الصمدبعد الإعلان عن وضع حجر الأساس لمشروع الخطة الاستراتيجية المستدامة لتنمية مدن الفيحاء (طرابلس، الميناء والبداوي) في شباط الماضي، بالتعاون مع شبكة المدن المتوسطية ووكالات تنمية في عدد من بلدان الساحل الجنوبي للقارة الأوروبية، أطلق اتّحاد بلديات الفيحاء أولى مراحل هذه الخطّة خلال مؤتمرٍ عقد، أمس، في فندق كواليتي ـ إن في طرابلس.
وبدا واضحاً من خلال برنامج العمل استحواذ قضايا التلوّث والبيئة ومعالجة مشكلة النفايات وتنمية المناطق الشعبية والفقيرة والحفاظ على المناطق الأثرية والتاريخية وتأمين فرص نمو اقتصادي واجتماعي حقيقي على سلّم الأولويات. وتستدعي هذه الخطوة انتظار أحد الأمرين، فإمّا نجاح الخطّة للتعويض عن النقص الهائل في التنمية في عاصمة الشمال، وإمّا الفشل على طريقة الخطط المشابهة السابقة التي لم تجد من يصل بها إلى غايتها المرجوّة، فتعثرت وهي في أوّل الطريق.
وبالعودة إلى جلسات العمل والافتتاح، أكّد رئيس الاتّحاد رشيد جمالي «أنّ عملية بناء الخطّة الاستراتيجية تتطلّب تحضير البنى التنظيمية للمشروع وتحليل الوضع القائم في المدينة».
بدوره، رأى الأمين العام لـ«شبكة المدن المتوسطية» جون بربال أن «البيئة هي من أولويات المدينة وتعاوننا مع اتحاد البلديات يشمل مجالات النفايات والتلوّث، على أساس وضع استراتيحياتٍ تلبّي حاجات المدينة على غرار فكرة بناء شبكة استراتيجية لمدن البحر المتوسط، حيث تعمل الشبكة في مدن ليون وروما ومرسيليا وقرطاج».
أما ممثّل وكالة التنمية الفرنسية فرنسيس ستيفان، فشدد على «فكرة إعادة تأهيل التراث التاريخي وإعادة النشاط إلى وسط المدينة مع الازدهار التجاري»، مؤكداً على «دور الوكالة الفرنسية للتنمية في التصدي للتدهور المعيشي والبيئي في المدينة».
بدوره، لفت محافظ الشمال ناصيف قالوش إلى أن «هناك مشاريع عديدة ومتنوّعة في طرابلس ومدن الفيحاء، موجودة كمرافق مهمّة تصلح لتكوّن مادة يعمل عليها لتعيد إلى هذه المدن بعضاً من دورها الاقتصادي والوطني، كالمعرض والمرفأ والقلعة والسوق العتيق والمصفاة، وصولاً إلى الملعب الأولمبي».
يُذكر أنّه تخلّلت حفل الإطلاق، جلستا عمل، حاول جمالي خلالهما وضع الأطر وآليات الخطة للتنمية الاستراتيجية، على أن تصدر في نهايتها خطة متكاملة لتنمية مدن الفيحاء.