فداء عيتانييطوي الأمين العام لحزب الله صفحة من سجل الصراع العربي ــــ الإسرائيلي، صفحة الأسرى والمفقودين والشهداء، ومن بعدها قد لا يبقى الكثير على المستوى اللبناني يستحق النضال، بحسب الحسابات السياسية المحلية. إلا أن هذه اللحظة تؤسس لمرحلة أخرى، ليست طبعاً حماية حدود يقطنها بشر ملعونون بالتناحر المذهبي، وهم لا يمثّلون أكثر من 1% من العالم العربي، بل هي مرحلة لإعادة تأسيس الصراع مع عدوّنا على قاعدة مصالحنا المباشرة والبعيدة المدى. إن كان لا يزال في لبنان والعالم العربي قوى تقدمية وعلمانية ويسارية تعي مصالح شعوبها، فعليها البدء بعملية تسييس لهذه المصالح ووضعها في إطار الصراع مع أعدائنا. وإن كانت هذه القوى قد احتكمت إلى «العقلانية السياسية»، فلا يبقى في الميدان إلا المد الإسلامي للاضطلاع بهذه المهمة وكما يراها هو. وإن كان البعض يرى أن لفظة فلسطين التاريخية تعبّر عن تخلّف، ورجعية سياسية، فعليه مراجعة تاريخ الصراع في المنطقة، وخاصة في لبنان. ربما كان من الأفضل ألا يقوم حسن نصر الله بإهداء النصر. ربما كان الأجدر به تأجيل هذا الإهداء إلى يوم أفضل.