في الذكرى السادسة والعشرين لاختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة (القائم بالأعمال محسن الموسوي وأحمد متوسليان وكاظم إخوان وتقي رستكار مقدم) في لبنان عام 1982، لا يزال أمل عائلاتهم بعودتهم قائماً. وقد أكّدت العائلات مجدّداً أنّ أبناءها ما زالوا «أحياء في سجون الدولة العبرية»، بشهادة أسرى أُطلق سراحهم.وفي هذا الإطار، لفت نجل القائم بالأعمال المختطف رائد موسوي أنّ «كلّ الأسرى المحرّرين يشهدون على وجودهم في السجون الإسرائيليّة، إضافة إلى أنّ الوثائق والشهادات من شهود عيان تتوالى مؤكّدة ذلك». وقد رأى موسوي «أنّ هذه الشهادات خير دليل على أنّهم ما زالوا على قيد الحياة»، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى «الامتناع حتى الآن عن نشر أي معلومات موثقة تثبت استشهادهم»، في حين يبقى الأمل الأساس بمضمون اتّفاق التبادل الذي أنجزه حزب الله أخيراً مع الحكومة الإسرائيليّة، والذي ينصّ في أحد بنوده على أن تقدّم إسرائيل تقريراً خطّياً يتضمّن المعلومات المتوافرة لديها عن مصير هؤلاء الدبلوماسيين.
وبانتظار صدور التقرير، لا يزال موسوي مصرّاً على «أنّ الزعم بأنّ الدبلوماسيين ماتوا، إنّما هو حصيلة سيناريوهات وضعها الكيان الصهيوني وأعوانه من الانعزاليين، الذين تحالفوا معه إبّان اجتياح لبنان عام 1982»، لافتاً، في الوقت عينه، إلى أنّه «مهما يكن أمر الإعلان الذي قد تخرج به إسرائيل، فإنّه لن يمنعنا من الاستمرار في مسيرتنا من أجل الإفراج عنهم».
من جهة أخرى، شدّد موسوي على مسؤولية الحكومة اللبنانية في إبقاء ملف الدبلوماسيين مفتوحاً «لأنّهم خطفوا على أرض لبنان وعلى مرأى من أفراد قوّة حماية السفارات»، مطالباً إيّاها بمتابعة الموضوع على مختلف الأصعدة السياسية والحقوقية والأمنية بقدر أكبر من السرعة والجدية.
وكانت السفارة الإيرانيّة في لبنان قد عقدت، لمناسبة ذكرى الاختطاف، مؤتمراً صحافيّاً حضره القائم بأعمال السفارة الإيرانيّة في بيروت المجتبى فردوسي بور. ولفت بور في اللقاء إلى أنّ إيران أكّدت مراراً قناعتها بأنّ «الانعزاليين هم الذين سلّموا الدبلوماسيين إلى إسرائيل حيث ما زالوا محتجزين»، في إشارة إلى القوّات اللبنانيّة التي أكّد رئيسها سمير جعجع في عام 2006 أنّ المعلومات التي توافرت لديه بعد أن أصبح قائداً لهذه القوات في عام 1986 «تفيد بأن الدبلوماسيين ماتوا على أثر حادث ما لا أعرف نوعيّته». يذكر أنّ الدبلوماسيين الأربعة خطفوا على حاجز البربارة في منطقة الشمال.
(الأخبار)