نادر فوزخرج رئيس كتلة المستقبل، النائب سعد الحريري، من لقاءاته الأخيرة مع قيادة الموالاة بمفهوم واحد تعدّدت عباراته، وإحداها ««لا فرق بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وقرنة شهوان وكل القوى الموجودة في 14 آذار». ورغم تأكيدات الحريري أنّ فريق السلطة لا يواجه مشاكل في عملية التوزير، لا يزال إعلان التشكيلة الحكومية مؤجلاً، فيما لا ينكر أحد أنّ العقبة الأساسية تكمن في تسمية وزراء الموالاة المسيحيين.
يصرّ رئيس تيار المستقبل على تسمية وزير ماروني، مقترحاً سلسلة حلول على زملائه في التجمع الآذاري، منها: إبدال وزير القوات اللبنانية الماروني بآخر أرمني، أو إبدال ممثل قرنة شهوان الماروني بآخر أرمني. ويحاول الحريري بواسطة هذه الاقتراحات معالجة تدنّي تمثيل المستقبل الوزاري على الصعيد المسيحي، إذ إنّ حصّته من المسيحيين في الحكومة الحالية تتضمّن أربعة وزراء: جهاد أزعور، سامي حداد، جان أوغاسبيان وميشال فرعون، إضافةً إلى وزيرين آخرين مستقليّن محسوبين على الرئيس السنيورة.
وحتى اليوم، لا يتمثّل الحريري مسيحياً في الحكومة العتيدة إلا بالوزير أوغاسبيان، الذي تحسم مصادر مستقبلية وأكثرية، توزيره، لأنّ توزير غطاس خوري مستحيل لاصطدام الحريري بتمسّك القوات اللبنانية والكتائب وقرنة شهوان بتمثيل 14 آذار مارونياً. ولو أنّ الحريري ضمن لهذه الأطراف والأسماء الخدمات نفسها في مناطقهم، حتى لو كانوا خارج التشكيلة الحكومية.
ويؤكد مصدر مقرّب من قريطم أنّ تراجع حصّة الحريري مسيحياً هو الأول منذ بداية عهد الحريري الأب، «إلا أنه ليس من شأنه التأثير على تمثيل تيار المستقبل». ويشير المصدر إلى أنّ الوضع السياسي الحالي يقضي بأن يتنازل المستقبل عن بعض الحقائب والمقاعد في سبيل تحسين الصفّ الداخلي لقوى 14 آذار «ومتابعة المعركة السياسية بجبهة داخلية قوية لا يشعر فيها أحد بأنه مستبعد أو أن حقّه مهدور». ويتابع المصدر أنه رغم المساعي المتواصلة التي يقوم بها الحريري مع القوى المسيحية في الأكثرية، فـ«لن يجد وسيلة للحصول على مبتغاه»، مشيراً إلى أنه من الأفضل أن يترك المستقبل للمسيحيين الحقائب الخاصة بهذه الطائفة لأسباب عديدة، أهمها:
أولاً، بهدف استكمال إظهار أنّ المصلحة المسيحية تكون إلى جانب قوى 14 آذار لا إلى جانب العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية وحلفائهما.
ثانياً، تبديد ما يشاع عن خلافات داخلية في الأكثرية.
ثالثاً، تمهيداً للمعركة الانتخابية النيابية التي تفرض انسجاماًَ تاماً بين قوى الأكثرية، لأنّ الاستحقاق المقبل «معركة حياة أو موت بالنسبة لـ14 آذار التي خسرت بعض النقاط السياسية خلال المرحلة الأخيرة».
يتابع الحريري مساعيه لإعادة الاعتبار إلى تمثيله مسيحياً، غير أنه لا يفكّر جدياً إلا في التمثيل النيابي المقبل الذي يظهر أنه يتزعزع على مختلف الأصعدة لا مسيحياً فقط.