عفيف ديابتنشط «المطابخ» الانتخابية في دائرة زحلة والبقاع الأوسط على أكثر من محور. وتشهد المدينة والمنطقة وصولاً إلى بيروت، اجتماعات وسهرات سياسية في الغرف والمقاهي، ترسم مشهد الانتخابات النيابية المقبلة في الدائرة التي ستشهد حدّة غير مسبوقة، بضخّ مالي كبير، بدأ يفعل فعله في المنطقة المتنوعة طائفياً وسياسياً. ففي انتخابات 2005 صُرف أكثر من عشرة ملايين دولار في معركة انتهت بفوز تحالف التيار الوطني الحر والكتلة الشعبية على حساب قوى 14 آذار. ويرى خبراء في انتخابات الدائرة أن صوت المال فيها هو الأقوى والأكثر تأثيراً منذ الاستقلال «فلا انتخابات هنا من دون دولارات، وما حدا أحسن من حدا، فالكل مشارك في هذه اللعبة، وأجهزة الرقابة، إن وُجدت، تعرف كيف يوصل المال عصا إلى مجلس النواب». ويؤكدون أن سعر حجز مقعد في لائحة قوية «وصل في الانتخابات الماضية إلى النصف مليون دولار، بعدما كان 200 ألف $ فقط!». ويقدّر هؤلاء حجم الأموال التي ستصرف في انتخابات 2009 بأكثر من 50 مليون دولار «إذا احتسبنا تلك التي تُصرف بعنوان مساعدات وتبرعات، عدا ما سيخصص لشراء الأصوات. وقد يصل سعر الصوت إلى مئتي دولار، مقابل 100 في الدورة الماضية».
ويترافق الحديث عن حجم الأموال المتوقع صرفها، مع الأحاديث الدائرة، همساً وعلناً، عن تبلور 3 لوائح يشتد التنافس على مقاعدها السبعة. فاللائحة الأولى سيتولى زمامها أحد كبار رجال الأعمال والمال مع حليف له من كبار التجار الزراعيين وآخر من الصناعيين، وقد تلقى دعماً منقطع النظير من تيار موال أساسي، إذ وصلت المفاوضات بين الثلاثة ورئيس التيار إلى خواتيمها السعيدة.
ويقول متابعون لهذه الاتصالات إن النائب سعد الحريري التقى قبل فترة قصيرة الرئيس المتوقع لهذه اللائحة الذي سيمثّل خصماً قوياً للنائب الياس سكاف، وتناول البحث الأسماء المحتملة، ولا سيما المرشّح الشيعي، الذي التقاه الحريري في قريطم أخيراً.
وقال مقربون من رئيس اللائحة العتيد إن المرشح الشيعي أبلغ الحريري صراحة استعداده للانضمام إلى لائحة بشرط «نيل موافقة الرئيس نبيه بري أولاً، أو على الأقل عدم ممانعته». ويضيفون أن «طباخ اللائحة» أبلغ الحريري «إصراره على وجود أحد أصدقائه مرشحاً عن المقعد السنّي، وأن وجوده يحدد مصير التحالف مع المستقبل، نظراً لرصيده الشعبي في البقاع الأوسط». ويوضح المطلعون أنّ تشكيل هذه اللائحة أن الحريري لم يبد اعتراضاً على اسم هذا المرشح السني، وقد يلتقيه بعد تأليف الحكومة.
ولكن ماذا لو وصلت المحادثات إلى طريق مسدود بين الطرفين؟ يجيب المطلعون أن هناك خطة موضوعة لمواجهة احتمال كهذا، لأنه إذا رفض الحريري دعم اللائحة واعترض على اسم المرشح السنّي، فإن اللائحة ستخوض الانتخابات بمرشحين أقوياء ضد أية لائحة يدعمها تيار المستقبل، وأيضاً ضد لائحة سكاف ــــ عون».