رانا أبي جمعةبعد ذلك، تشرح ندى أن غسان مرّ بها من أمام محل والدها حيث صرخ له قائلاً: «ابنتكم معي ولن تعود إليكم، فهي تحبني وستتزوّج بي غصباً عنكم» ثم فر بها. تتابع الضحية: «أخذني إلى منزل ذويه. ولما حاول كل من أبيه وأخته وزوجها، الذي ساعده في هذا العمل الشنيع، ورجل أمن، إخراجي من السيارة، صرخ بهم غسان وأطلق رصاصة أخرى من مسدسه على برميل كان في الجوار. على الفور قرّر المغادرة، وحينها اتصل والدي به طالباً منه إعادتي إلى المنزل، فرفض قائلاً: أنا سأذهب إليك لوحدي لنتواجه ولن تكون ندى معي».
تشير الضحية إلى أن خوفاً انتابها على أبيها الذي سبق أن تلقى أكثر من تهديد من الخاطف، وتتابع: «أخذني تلك الليلة إلى أوتيل في المنطقة وتحرش بي جنسياً. وفي اليوم التالي أخذني إلى منزل رجل دين وقال إن أحد أعمامي سيأتي، مجبراً إياي على تبليغ الأخير بأنني ذهبت معه برضاي. حضر اثنان من أعمامي ومختار منطقته وزوج أخته، فكذبت مجبرةً». بعدها، توجه الخاطف بندى إلى قرية تعيش فيها أخته.
بموازاة ذلك، كان والد الضحية قد تقدم بشكوى ضد الخاطف، فتلقى الأخير مكالمة من المخفر طالبين التحدث إلى ندى، سائلين إياها إن كانت مخطوفة «وبطبيعة الحال أجبرني غسان على القول إنني بخير. بعدها طلب مني المتصل التوجه إلى المخفر للتوقيع على أقوالي، لكن غسان رفض ودبّر الأمر هو وصهره».
لاحقاً، تحت الضغط «رضخت للواقع وجرى تنظيم عقد الزواج دون أن يتسنى لي إعلام رجل الدين بحقيقة موقفي». لم يستمر سكوت ندى على حالتها، ففاتحت غسان بطلب الطلاق لكنه انهال عليها بالضرب وأصبح يقفل عليها الباب ويراقب اتصالاتها. أما عن جموحه الجنسي فتقول: «كان يقبلني بالقوة ويكبل يدي ويثبتني كي لا أتحرك من مكاني ليأخذ مني ما يريده بالقوة». نتيجة لذلك، حاولت ندى الانتحار بتناول كمية من الدواء، على أمل التواصل مع القوى الأمنية في المستشفى لتبليغهم بما يجري لها «إلا أن غسان تمكن من لفلفة الموضوع» وأعادها إلى منزل صهره.
بعد اقتناع ندى بمصيرها، قررت إيهام الجميع بأنها رضيت بالواقع، وأصبحت أكثر لطفاً، حتى إن غسان اشترى لها خطاً خلوياً، ومدّ اشتراك إنترنت إلى المنزل، لا بل أخبرها بأمور أوحت لها بأن عدداً من أقاربه ورفاقه يعلمون مسبقاً بعملية الخطف. وعلى غفلة من الجميع، قررت ندى الهرب، فخرجت ذات يوم من المنزل وتوجهت بسيارة أجرة إلى منزل صديقتها في بيروت. وبذلك انتهت معاناة استمرت لمدة 53 يوماً. تضيف ندى: «بعد ثلاثة أسابيع، رفعت دعوى طلاق بحق غسان، ما مكّنها من العودة إلى ذويها».
وبينما لا يزال غسان يقوم باستفزازات في محيط سكن ذوي ندى «وهو المحمي من ضابط أمن رفيع»، لا تزال قضية الطلاق عالقة لدى المحكمة. لكن: هل ستُنصف ندى بقرار المحكمة المنتظر؟