عمر نشّابةيتعذّر الوصول إلى الجامعة اللبنانية الأميركية بالسيارة منذ قرّر مرافقو النائب سعد الحريري المقيم في المنطقة إغلاق شارع مدام كوري وشارع الحسين وعدد من الشوارع المتفرعة منهما. ولا بأس في ذلك، فالنائب الحريري كان قد تعرّض لتهديدات كما يكرّر المقربين منه، وكان والده وبعض حلفائه قد استُشهدوا في هجمات إرهابية استهدفتهم. لذا فإنّ إغلاق الشوارع بالحواجز الإسمنتية وتثبيتها بالأرض ومدّ الأسلاك الشائكة وتركيب كاميرات المراقبة في كلّ زاوية ونشر عشرات عناصر الشرطة بلباسهم الرسمي في أحياء المنطقة ومداخلها وعناصر حماية رسميين باللباس المدني والسلاح المتخفي قد يخفّف من مخاطر الاستهداف الأمني، وقد يطمئن بعض أهالي المنطقة وربما النائب الحريري نفسه.
لكن بالقرب من مدخل الجامعة اللبنانية الأميركية هناك ظاهرة أمنية لافتة تخرج عن الإطار المهني والقانوني. فبعدما غاب المسلحون باللباس المدني والبدلات السوداء عن حراسة شارع الحسين المؤدي إلى منزل الحريري خلال الاشتباكات بين المسلحين الموالين لـ«تيار المستقبل» والمسلحين الموالين للمعارضة، عادوا فجأةً وهم يتجمّعون يومياً بالقرب من مدخل الجامعة بأسلحتهم الرشاشة، ليتفرّجوا على الطالبات ويتناقلوا بينهم التعليقات الذكورية تعبيراً عن شهواتهم الجنسية.
مسلحون غير تابعين لقوى الأمن ولا لأيّ سلطة رسمية، مدجّجون بالسلاح والعتاد الحربي ويرتدون ملابس شبيهة لا بل مطابقة لملابس الشركات الأمنية الخاصّة في العراق، ينتشرون في شوارع رأس بيروت بحجّة الحماية. ألا يعتقد النائب الحريري أن ذلك يعدّ أيضاً مظهراً ميليشياوياً خارجاً عن الدولة وحكم القانون والمؤسسات؟