عاليـه ـ عامر ملاعبفي خطوة لافتة تعكس الجهود التي تبذل على أكثر من صعيد لإعادة أجواء التهدئة وعقد مصالحة بين النسيجين الاجتماعيين الدرزي والشيعي في الجبل بعد الحوادث الأخيرة التي شهدتها المنطقة الشهر الماضي، عقد رؤساء بلديات عاليه لقاءً في مركز قائمّقامية عاليه، أكدوا خلاله على وحدة أبناء الجبل وأن الحوادث الأليمة الأخيرة ذهبت إلى غير رجعة وأن العيش المشترك كان وسيظل سمة هذه المناطق التي تربى أبناؤها على مفاهيم العيش المشترك والتواصل في الأفراح والأتراح.
حضر الاجتماع إلى قائمقام عاليه منصور ضو، رؤساء بلديات عاليه (وجدي مراد)، القماطية (وفيق ناصر الدين)، كيفون (الحاج محمد داغر)، بيصور (أمين ملاعب)، عيتات (الشيخ عماد الثيماني)، سوق الغرب (نبيل الصليبي)، بمكين (ميشال بارودي)، وعيناب (فؤاد الشعار).
وعرض المجتمعون الظروف الصعبة التي مرت بها قرى عاليه، وجرى التأكيد على الوحدة وتكريس العيش المشترك الذي كان ولا يزال سمة هذه المنطقة. وقد صدر عن المجتمعين البيان الآتي: إن الواقع الذي فرضته الظروف الصعبة انتهى إلى غير رجعة، ولقاؤنا اليوم هو تجسيد حقيقي لما هو قائم، وإننا إذ نجتمع اليوم فلنؤكد أن قرى وبلدات الجبل مجتمعة تتمسك بما تربينا عليه من أيام آبائنا وأجدادنا الذين علّمونا أن حياتنا ومصيرنا مرتبط ببعضنا البعض في أفراحنا وأتراحنا. وأكد المجتمعون أن ما حصل كان سحابة صعبة ومرت، ولن تعود بإذن الله.
وأضاف البيان: «إننا كرؤساء بلديات في منطقة عاليه شددنا على لعب دور إيجابي لجهة إبقاء هذه المنطقة خارج نطاق التجاذبات والخلافات السياسية والعمل من ضمن المتاح من إمكاناتنا للتأثير على القوى السياسية لمراعاة واقع وظروف وخصوصية هذه المنطقة، ولا سيما أننا نعتمد على قطاعي الاصطياف والسياحة ونطل من خلالهما بصورة حضارية على العالم».
وتابع: «إننا في هذا المجال نناشد جميع القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة في هذه المنطقة أن تأخذ بوجهة نظرنا هذه، وهذا أمر يعود بالأهمية على مجمل النسيج السياسي والاجتماعي في لبنان ويؤسس للتلاحم الوطني على مستوى لبنان». واتفق المجتمعون على عقد لقاءات دورية للتواصل الدائم، وحددوا يوم الرابع عشر من الشهر الجاري لعقد لقاء موسع لرؤساء وأعضاء المجالس البلدية والمخاتير والفاعليات في سرايا عاليه، على أن ينطلق المجتمعون بعد الاجتماع كوفد مشترك في جولة تشمل القرى المجاورة لمدينة عاليه تتويجاً لهذا اللقاء.
وفي سياق متصل، أشار مصدر حزبي واسع الاطلاع إلى أن مساعي جدية تبذل لتنظيم جولة للرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط والنائب السابق طلال أرسلان، تشمل القرى التي شهدت مشاكل، وهي: الشويفات، عرمون، بيصور، كيفون عاليه وربما غيرها. وأشار المصدر إلى أن اللقاء بين ممثلين عن الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل في مقر مجلس النواب أول من أمس يأتي في سياق التحضير لهذا الأمر.
تجدر الإشارة الى ان الجيش اللبناني سلّم مساء امس جميع مراكز الحزب التقدمي الإشتراكي المقفلة منذ 12 ايار الماضي، حيث عاودت نشاطها المعتاد.