صيدا ـ خالد الغربياختارت منظمة غرينبيس مكب النفايات في صيدا كانطلاقة لحملتها البيئية جنوباً تحت شعار «المكبات الساحلية تقتل المتوسط ... نحو محميات بحرية الآن». ولعل الاختيار كان صائباً، لما يمثله مكب النفايات في صيدا من خطر متماد على المستوى البيئي والصحي، وهو شاهد حي على الإهمال وإدارة الظهر حكومياً وبلدياً لحقبة متوارثة في مقاربة المشكلات وإيجاد الحلول، وخصوصا أن الملف دخل في إطار التجاذبات السياسية والكيد المتبادل، وتسجيل الأهداف المتبادلة بين القوى المحلية الصيداوية.
فناقوس الخطر البيئي الجديد أطلقته منظمة غرنبيس أمس، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الساحل اللبناني الذي أصبح هشاً بيئياً حسب المنظمة، بسبب تفاقم مشكلات مكبات النفايات ومصبات الصرف الصحي والملوثات الصناعية وغيرها من الأخطار التي تهدد الحياة البحرية في لبنان والمتوسط. وقد نظمت الحملة جولة للإعلاميين من البحر للمعاينة عن قرب، وشرحت بشكل مسهب عن هذه الآفة الخطيرة.
منسقة حملة المحيطات في غرينبيس ياسمين الحلوة شرحت للإعلاميين الهدف من الحملة، فأشارت إلى أنها تحرك سلمي لتسليط الضوء على هذه المشكلة العالقة، على الرغم من توافر التمويل اللازم لمعالجتها. وقالت: لطالما كان مكب صيدا عرضة للتجاذب السياسي بين مختلف الأطياف السياسية، لذا تطالب غرينبيس بتحييد هذا الملف والمبادرة فوراً للعمل على إيقاف رمي النفايات، وإطلاق مشروع معالجتها. وإن مكب صيدا يمثّل، كالعديد من المكبات الأخرى على الساحل اللبناني، خطراً مباشراً على الحياة البحرية والصحة العامة، لأنه مصدر للملوثات العضوية والكيميائية التي تؤثر على التوازن البيئي.