فداء عيتانيحتى لو لم يكن رئيس حكومتنا فؤاد السنيورة هو السبّاق إلى الضرب، فإن باقي المثل ينطبق عليه، فهو المعتاد على البكاء، وعلى السباق إلى تقديم الشكوى، وهو يرصد بعين واحدة الخروقات الأمنية في البلاد، وأصبح مقتنعاً، كما يبدو، بأن المهم رصد التعديات التي يقوم بها الشيعة ضد سائر الطوائف، ناسياً أنه في هذا اليوم تحديداً (أمس) حلقت أربع مقاتلات من سلاح العدو الجوي فوق عاصمته. كل ذلك لا يفيد، المفيد هو رصد تعديات المواطنين على المواطنين. يرصد رئيس حكومتنا من ضرب من؟ ويتابع بدقة قناة المنار، وينسى أن يدير القناة نحو تلفزيون المستقبل، ويسد أذنيه عن الهتافات التي تطلق في الأحياء خلال زيارات الشيخ سعد الانتخابية المبكرة. يهمه تحديداً من يهتف «خيبر خيبر يا يهود». رئيس حكومتنا ينسى أن عهد الوصاية قد انتهى، وهو ربما كان يفتقده بشدة، وخاصة بعدما افتقد من يقول له يوماً إثر آخر: «ليس هكذا يا فؤاد... أنت تتطرف». أصبح رئيس حكومتنا يخلط ما بين دول الخليج، فيرسل تقاريره وشكاواه على مواطنيه إلى قطر حيناً وإلى غيرها أكثر الأحيان.