عفيف ديابهذا الانتقاد للجيش خلال الاشتباكات في سعدنايل وتعلبايا وبعدها، أخذ حيزاً واسعاً من المداولات داخل الاجتماع الذي ألغى بياناً كان معداً يتحدث بلغة هادئة عن أهمية الحوار والتواصل بين الأفرقاء، والسعي مع جميع القوى السياسية والأمنية لوأد الفتنة التي انطلقت شرارتها في المنطقة. ووصف أحد المشاركين في الاجتماع البيان الذي كان مقرراً أن يذاع بعد اللقاء بأنه كان «عقلانياً فوق اللزوم، ولغته غير مقبولة في الوقت الحالي، ولو أذيع لكان سيثير أزمة في شارعنا الذي هو في أمسّ الحاجة إلى من يبلسم جرحه الكبير. فنحن بالكاد نستطيع إقناع الناس بوجوب عدم استخدام السلاح في الخلافات الفردية التي تحصل».
اجتماع أزهر البقاع الذي لم يشكل لجنة متابعة، مكتفياً بترك اجتماعاته مفتوحة، كلّف مفتي البقاع الشيخ خليل الميس عقد مؤتمر صحافي استهله باستنكار ما حصل من اشتباكات وقصف مدفعي في سعدنايل وتعلبايا، مؤكداً أن جميع المشاركين في اللقاء أجمعوا على التهدئة و«كان تفهم وتفاهم». وقال: «لقد أجمعنا على التهدئة، وسنبذل جهداً كبيراً لوأد الفتنة، لأن ما حصل كان مزعجاً للجميع. وها نحن تنادينا للاجتماع لنقول إننا نسمو فوق جرحنا، وعلينا وأد الفتنة في مهدها، وأن نبذل قصارى جهدنا مع القوى الأمنية لوأدها». وأضاف: «على الجيش اللبناني أن لا يبادر إلى الاعتقالات من هنا وهناك، فنحن سنبقى نعتمد على حكمة الجيش وأن لا تكون الاعتقالات مدخلاً لمواجهة معه».
وتابع الميس: «سنبذل قصارانا للاجتماع بالطرف الآخر، وسنضع خطة لمواصلة التفاهم معه حتى لا تتسبب الفتنة بما لا نريد، فالفتنة لا تستأذن أحداً للدخول، ونحن سنتدخل لنخرجها بتفاهم (...) وعلى الجيش أن يؤجل الاعتقالات، لأننا لا نريد اعتقال المجنيّ عليه وترك الجاني. نحن لسنا ضد الاعتقالات في المبدأ، لكننا نريد أن تكون هناك عدالة في التوقيفات، ونناشد الدولة أن تبقى دولة»، طالباً من وسائل الإعلام أن «تتقي الله، وأن يكون الإعلام لكل الوطن».