صيدا ــ خالد الغربيفي عين الحلوة التي استفاقت على هذا الحادث، يدعو البعض الى انتظار التحقيقات وكشف ملابسات الحادث، وداخل المخيم الأمور كانت أكثر من عادية، ولا شيء غير طبيعي، ولا وجود لأي ظهور مسلح، وقد بقي معتاداً كحماية المراكز، وحاجز الجيش اللبناني عند مدخل المخيم الشمالي قرب المستشفى الحكومي أخضع السيارات، لا سيما الخارجة من المخيم، إلى تفتيش دقيق، فاصطفت السيارات في طابور كبير بانتظار مجيء دورها.
الحركة طبيعية جداً «ما في خوف، الحوادث تقع خارج المخيم وشو ذنبنا»، يقول أبو محمد السعدي الذي كان يتبضع داخل سوق الخضار. «بس إنتو روقوها» (قاصداً الإعلاميين).
والجدير ذكره أن محمد القبلاوي الذي يعاني خطراً شديداً في المستشفى الذي يرقد فيه في صيدا، جراء إصابته برأسه، وهو شقيق صالح القبلاوي الذي قتل في العراق وعيسى القبلاوي الذي قتل خلال معارك نهر البارد وثالث قضى في حوادث أخرى.

المقدح وأمن المخيم

في البيت الأبيض (وهي التسمية التي تطلق على مركزية منير المقدح)، يشرع قائد الكفاح المسلح منير المقدح في شرح وجهة نظره: «ليست منطقتي ولا شأن لي، لأن الذي حصل (الحادث الأمني عند مستديرة الحسبة) حصل خارج المخيم، أنا مهمتي داخل المخيم». وممازحاً يحيلنا المقدح إلى ضابط بارز في الجيش اللبناني، لأن منطقة الحادث هي من اختصاصه، ويتمسك على الرغم من بعض الحوادث بنظريته التي تشير إلى أن الوضع الأمني داحل المخيم ممسوك و«أمن المخيم مثل سويسرا»، وما حصل مجرد «فلتة» أمنية. وعن ملابسات الحادث الذي وقع الليلة ما قبل الماضية يوضح المقدح أن الحادث «وقع خارج المخيم، والجيش اللبناني اشتبه بالسيارة التي كانت تدخل المخيم ويقودها محمد إبراهيم القبلاوي، وربما حصل شيء، وحتى الآن لم تتوضح الأمور، ونحن بانتظار معرفة ما حصل وتحقيقات الجيش اللبناني. لكن حتى الآن صورة ما جرى غير واضحة». وجزم المقدح بأن القبلاوي لا ينتمي إلى أية جهة سواء فلسطينية أو لبنانية على الرغم من انتمائه السابق لحركة فتح، وأنه يعمل كمدني خارج المخيم، ما يعني أنه غير مطلوب. وأضاف: «قيل إن الشخص الذي كان أيضاً في السيارة إلى جانب محمد هو عيسى قبلاوي، وهو قتل في معارك البارد». وبثقة متناهية يجزم بأن عين الحلوة لن تكون بارداً آخر «للمرة الألف أقول لن يكون بارد آخر داخلياً (في المخيم) أو خارجياً (بين المخيم والجوار)، ولن يستخدم المخيم كقاعدة لأي شخص لا يحمل أجندة فلسطينية».

الخطاب والخوف الفلسطيني

رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال الخطاب رأى أن توالي هذه الحوادث «قد يكون يستهدف أمن المخيم والجوار، خاصة بعدما أثبت المخيم في الحوادث اللبنانية الأخيرة حفاظه على أمنه فيما لبنان كله كان في اضطراب وخلل أمني كبير»، مشيراً إلى أن هناك أياديَ تحاول أن تسيء إلى العلاقة بين عين الحلوة والجوار، وأن تدخل إلى المخيم من باب الأمن بدل الدخول إليه من باب الأمن الاجتماعي وحقوق الإنسان.
وأكد الخطاب على المحاولات الفلسطينية الدائمة لمنع الاختراق وتعزيز الإجراءات التي تسد الثغرات. وأضاف: «لا نعرف كيف حصل حادث أمس (أول من أمس)، لكن لنا تمنياً هو أن لا نشعر بالخوف كفلسطينيين عندما نمر على حواجز الجيش»، مشيراً إلى عدد من الأشخاص قتلوا على الحواجز، ومبدياً خشيته مما سماه «الاستعجال والتسرع من الجيش في استخدام قوانين الحذر وقواعد الأمن»، داعياً إلى «عدم تسرع الجيش مع أهلنا خلال خروجهم من المخيم».