بيار الخوريمنذ اغتيال الرئيس الحريري والبلد يغرق في أسلحة الدمار الوطني، والجثث تتكوّم أبراجَ صمتٍ تفتك بها الغربان ولا من يتذكرها إلا في مناسباته «الخاصة».
الأمن يتهاوى والقتل سبب ووسيلة لإصدار قرارات ومواقف. فبعد سلسلة من الانفجارات والاغتيالات، أُحيلت الملفات إلى المحكمة الدولية وأصدر مجلس الأمن قرارات جديدة.
وبعد حوادث بيروت القاتمة السوداء أُبرم اتفاق الدوحة، والآن تحت الذريعة الأمنية وعمليات القتل المتقطعة في «إمارة الظلمات» يتأخّر التشاور في عملية تأليف الحكومة.
وهنا نسأل: هل نحن بحاجة دائماً إلى القتل كي نصل إلى اتفاقات أو قرارات أو مواقف؟ هل نحن بحاجة دائماً إلى العنف كي نتفق على اللاعنف فنتفوّق على الفتنة؟
هم يحسنون ويحصّنون مواقفهم ومواقعهم، وفي المقابل قاطرة دمنا تسيل وتسير بعد رفسنا تحت قطارات الخوف على الوجود.
فحذار منهم، إذ ليس هناك من حرب عدد قتلاها رقم «صفر».