روز زيادهفعل الصلاة، هو فعل التقرّب إلى اللّه، كائناً مَنْ كان المصلّي. السيد المسيح أوصانا قائلاً: «أحبب أخاكَ كنفسك». أخوك هو الشخص الآخر. أن أحب الأخ الآخر هو أن أتعامل معه بعدالة، بحق الله. الخير المعطى من الله لم يرسل باسم شخص أو فئة، الخير لجميع الناس، لينعموا بالعيش. ولكن في لبنان خرقت الأطماع مفهوم الصلاة المحبة التي ضاقت بها صدور الساسة. هم يوزّعون خيرات الله على الأقرب، وقسم منهم يحب نفسه فقط، وقسم آخر كبير يستأثر بحق الآخرين لدرجة أصبح معها الآخر عدواً، يتربصون به عند أي فعل أو قول. الله، لم يذكر في وصاياه «العداوة» ولا «الطمع»، وقد نهى عن القتل، لذلك ثار اللبنانيون يوم استهدف الرئيس الحريري ورفاقه بالغدر. يومها جابوا الشوارع واحتلوا الساحات، واستنفرت كل طاقاتهم المعنوية والعاطفية والوطنية. ونحن اليوم يا أبناء وطني في حالة غدر جديدة ومن نوع جديد، غدر الساسة بتشويشهم على اتفاقات ارتبطوا بها. إنهم يغدرون بنا في كل تصريح، وفي كل دقيقة يصرفونها بالتأخير في إقامة دولة صحيحة لا مواربة فيها. ألا يستحق هذا الغدر الثورة؟ ألا يستأهل السؤال عن حقيقة ما اتفقوا عليه؟ ما داموا لم يتفقوا على أي بند من بنود خلافاتهم. أليست معيشتنا بمستوى المطالبة بمحكمة دولية لمحاكمة من يرهنون حياتنا وازدهار لبنان منذ سنوات؟
هيا يا أبناء بلدي لنعقد الخناصر مجدداً، ونملأ الشوارع ونفترش ساحات المؤسسات المعطلة إرادياً، ونبقى هكذا إلى أن تعقد محكمة دولية تحاكم المتاجرين بأمننا وراحة بالنا ومستقبلنا ومورد رزقنا وكرامتنا الإنسانية. هيا نصلي صلاة السيد المسيح ونحب إخوة لنا في الوطنية والهوية بعيداً عن سوسة العداوة وهضم خيرات لبناننا.