ينهي اليوم طلاب دائرة الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت (LAU)، معرض لوحاتهم ومنحوتاتهم، الذي نظموه على مدى أسبوع في قاعة الشيخ زايد
ليال حداد

جمع طلاب دائرة الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية الأميركية خيالهم وموهبتهم على لوحات بيضاء، في المعرض السنوي الذي ضمّ أعمال الطلاب المتخرجين وبعض الأعمال البارزة من باقي السنوات.
اختلفت معالجة الطلاب للأفكار، كما اختلفت النظرة إلى الموضوعات المشتركة، وتنوّعت التقنيات المستعملة، فمنها الألوان الزيتية ومنها المرسومة بقلم الرصاص، ومنها الرسم بالفحم. فالطالبة نورا فارنيان ركزت على مرض «الأنوريكسيا» الذي بدأ ينتشر في المجتمع اللبناني، لا سيما بين الفتيات. بدت لوحات فارنيان واقعية إلى حدّ كبير، فرسمت ثلاث نساء ظهرن في حالات مختلفة «هذه اللوحة مستوحاة من رسم على الإنترنت، أعدت رسمها وفقاً لرؤيتي. إنها مثل إعادة تأدية أغنية لكن بمشاعر أكثر». صوّرت مخيلة فانيان المرض بنظرات مختلفة، فرسمت لوحة ثانية عن الموضوع نفسه، ولكن بالأحمر والأسود، «وهما لونَي الدم عندما يدمج بظلام التفكير الذي تمرّ به الفتاة التي تعاني أمراضاًَ مرتبطة بالتغذية»، علّقت الطالبة على لوحتها، من دون أن تنسى شرح أسباب المرض، «بما أنّ الهدف من الرسم ليس فقط التعبير عن المشاعر بل التوعية أيضاً»، فاتهمت الرجل والمجتمع والإعلام بالمساهمة في نشر المرض بين الفتيات من خلال عوامل مختلفة تؤدي إلى تحطيم الفتاة معنوياً ونفسياً، فلا تجد مهرباً إلاّ بالانتقام من جسدها في محاولة لإثبات شخصيتها. وضمن موضوع «الجسد»، طبعت الطالبة ثريا طعمة أيدي وأرجلاً فضية وحمراء على لوحتها السوداء، لتجرّب الخلفية الداكنة مع تفاصيل الجسد. تنوّعت لوحات طعمة بين آثار سلة الغسيل وآثار الدواليب، لتعكس تفاصيل الحياة الصغيرة واليومية على اللوحات البيضاء. كما رسمت الطالبة ستة «أوتوبورتريهات»، مرفقة بعبارة «نحن نراك». واللافت أنّ الغضب هو الانطباع الأول الذي يحيط بلوحات طعمة من خلال الألوان الداكنة والطريقة الفنية التي استعملتها في رسم أفكارها.
حضرت السياسة أيضاً في المعرض، وتحديداً فلسطين، فعبّرت الطالبة هيا عبد الحميد عن حبّها لفلسطين ونظرتها الخاصة للقضية بلوحتها «إلى فلسطين مع حبّي» التي جسّدت الأسر والاحتلال الذي تعيشه فلسطين من خلال رسم قضبان سوداء على خلفية بيضاء «فبعد الأسود لا بدّ للأبيض أي الحرية والنور أن يأتيا».
وفي حين اختارت الطالبة فاطمة الصايغ أن ترسم «بروفيل» امرأة جالسة على كرسي، بطريقة تقليدية، جسّدت الطالبتان نورا العيسى وليلى مسلّم اللوحة نفسها، كل بنظرتها الخاصة، وبالألوان التي تعبّر حسب كل منهما عن حالة المرأة النفسية.
كذلك تخلّل المعرض عدد من المنحوتات والسيراميك كالطيور والوجوه، إضافة إلى بعض الأعمال المرتبطة بالتقنيات الجديدة. وهدف المعرض إلى عرض أعمال الطلاب من مستويات وصفوف مختلفة، ما يساعد في تخريج طالب يتمتع بكفاءات فنية.