أنطون الخوري حربوتؤيد الأكثرية سليمان في موقفه، وإن لم تبادر هي إليه، فيما يتحفظ قسم من المعارضة عن هذا «العناد الرئاسي» ويعترض عليه بشدة القسم الآخر. وتؤكد مصادر رفيعة أن سليمان لم يستفد بالكامل من الجوّ الوفاقي الذي انتهت به الأزمة اللبنانية في قطر، والذي أتى به إلى الرئاسة ليستكمل تنفيذ الحل عبر آلية عادلة، وفي المقابل فإن الفريق الأكثري تنصل من تهمة التعطيل ليرمي الكرة في ملعب سليمان الذي، عبر تمسكه بالمر، يتصدر المواجهة مع العماد عون ومن ورائه المعارضة، وينقل الخلاف من ساحة السلطة والمعارضة إلى ساحة بعبدا والمعارضة هذه المرة.
ويضيف المصدر أنه بات على سليمان أن يختار التضحية إمّا بالمر وإمّا بالحكومة، لكنه لا يستطيع أن يتمسك بهما معاً، وإذا أصر على موقفه فسيكون هو المعطل الأول لاتفاق الدوحة بعدما أضحت عقدة المر هي العقدة الوحيدة المتبقية.
وكان عون قد أبدى في بعبدا ليونة حيال اعتراضه السابق على إيكال حقيبتين سياديتين إلى رئيس الجمهورية، لكي يكون التعامل الرئاسي متساوياً مع كل فريق، مما يترك هامشاً واسعاً للتحرك باتجاه التوزيع الصحيح والعادل للحقائب، ويعزز قدرة الرئيس على تفعيل دوره. ولا تقف هواجس عون عند الحقيبة الدفاعية، بل تتعداها لما يحمله الملف الأمني في طياته بالنسبة لدور قيادة الجيش في المرحلة المقبلة التي تجعله متخوفاً من لعبة مموّهة للإتيان بقائد جديد لجيش ضمن شروط لا تتصل أساساً بالدور المطلوب من الجيش على المستويين الأمني والوطني. كما أن بري خرج من بعبدا بعد ظهر أمس دون أن يتمكن من الحصول على تصور للحل من سليمان الذي اكتفى بترداد رأيه في الوزير المر ودوره الضروري والمطلوب في وزارة الدفاع في هذه الفترة بالذات، دون التطرق إلى أي احتمال آخر.
وتستغرب المصادر أن لا يلجأ سليمان إلى «ترضية» المر بحقيبة البيئة أو الشؤون الاجتماعية، الأمر الذي لا يعترض عليه أحد من الطرفين، كحل وسط يرضي الأخير ويؤمّن انطلاقة الحكومة. وتؤكد مصادر تكتل التغيير والإصلاح أنه إذا كان نقل حقيبة الدفاع من المر إلى التكتل غير وارد لدى الرئيس، فإن تنازل عون والتكتل عنها غير وارد أيضاً، ويخطئ من لا يجيد احتساب خيارات عون لا رهاناته، فيما تمثل الحقيبة الدفاعية أحد هذه الخيارات الأساسية. ويأسف التكتل لعدم استفادة سليمان من المخارج التي أمّنها له قادة المعارضة، ويذهب بعضهم إلى التساؤل عن الضعف الذي لدى سليمان تجاه المر لكي يصبح أسير وعده له.