كامل جابرتدل أحلام مصطفى محمد كركي في جملة من العناوين لاختراعات متواضعة التكلفة، فعالة الإنتاج، على مدى الموهبة التي يتمتع بها هذا الشاب الذي يتحضر للتقدم إلى الامتحانات الثانوية قبل أن يبلغ السابعة عشرة. فحتى ساعة التحاقه بمعرض المشاريع العلمية الذي أقيم أخيراً في مركز كامل جابر الثقافي، لم يكن مصطفى (17 عاماً) قد أتم رؤيته لاختراعه المتواضع المعدّ للمشاركة في المعرض، فثمة بصمات دقيقة جداً، قام بها قبل أن تنطلق أشعة الليزر من جهاز صغير لا يتجاوز ثمنه ألف ليرة لبنانية، إلى الجسم المقابل، ثم تعود في زاوية منحنية نحو كاميرا (ويب كام) ثمنها 10 دولارات أميركية موصولة بجهاز كومبيوتر. وفيه سلسلة قواعد من الرياضيات، تبدأ تتفاعل لتحدد المسافة الدقيقة بين جهار الليزر والكاميرا؛ وينطلق في الوقت عينه الليزر من جهازين مشابهين تماماً نحو الجسم المراد، ليحددا عرضه وطوله وارتفاعه.
جهاز مربوط بلصوق عادي وقضيب خشبي لا يتعدى 25 سنتيمتراً وبعض الكرتون، استحق الجائزة الأولى عن المشاريع العلمية. «هذا الجهاز الصغير يتفوق بسرعته على الجهاز المستخدم من المهندسين المدنيين البالغ التكلفة؛ ويمكن من خلال كاميرا أكبر قدرة وجهاز ليزر أكثر تطوراً أن يقوم بأشياء بالغة الدقة» يقول مصطفى. ويضيف قائلاً إنه حاول إعداد جهاز متكامل ذي مواصفات جمالية، لكن لم يفهم عليه أحد من النجارين أو الحدادين، ما اضطره إلى اعتماد عملية التوصيل البدائية. وكان الجهاز الأكثر تفوقاً بين الاختراعات العلمية المقدمة في المعرض، ما أمّن لمصطفى دراسة جامعية مجانية مدة أربع سنوات في جامعة LIU.
إنها السنة الثالثة على التوالي التي يتقدم بها كركي بمشاريع علمية تستحق الجوائز؛ وشاركته هذا العام شقيقته ريم (16 عاماً) المتفوقة في دراستها الثانوية في ثانوية «أجيال» في بلدة الدوير جارة بلدتهما أنصار.
إنما «مصطفى مبدع بالفطرة، قبل أن يأتي إلى الثانوية، يتمتع بأفكار علمية إبداعية ويحب التقنيات، فهو من يحدد أفكار اختراعاته، على عكس زملائه الذين يتلقون توجيهات من معلميهم المشرفين» كما يؤكد مدير الثانوية أكرم إبراهيم، الذي يضيف قائلاً إنه «من اللافت أن تكلفة مشاريع مصطفى بسيطة جداً، وهذا ما يجب أن تراعيه لجنة الحكام والجوائز، أن تكون المشاريع من إبداع التلميذ وبالتكلفة
الأقل».