روز زيادهأجل يا فخامة الرئيس، ثلاثة رؤساء وثلاثة خطب قسم ونحن ما زلنا خارج منطق الدولة المسؤولة، خارج الحكم الديموقراطي الذي يتغنى به أصحاب الشأن وخارج معنى حقوق الإنسان. قد تشردت كلمة الحق من كل النصوص والقلوب والصدور ومعاني الخطب.
نعم، دعونا وندعو في كل حين إلى الثورة على ما نحن فيه من اعتلاء «الأنا» كل المواقف والمناصب في بلدنا. الوزير يريد أن يبقى وزيراً إلى أبد الآبدين، ومن وزّره أيضاً. يا فخامة الرئيس، أين الديموقراطية في تصرف كهذا وفي تصريح كهذا، والوقاحة بالخروج حتى عن أدب التصاريح والنعوت، والمهاترات بعضهم على بعض، حتى إنها تعدت الأفعال لتصل إلى الأشخاص... «ولو» لم يعد هناك أدب مجتمع ولا لياقة ولا حساب لأحد. شبعنا يا فخامة الرئيس من الناس «بسمنة» والناس «بزيت». أُرهقت نفوسنا من الخارجين عن القانون ومن مفصلي بلدنا وقوانينه على قياسهم، ومن الذين سقط الحياء من ضخامة طلباتهم.
نحن شعب أكله الذل. نحن مواطنون اشتغلنا على مدى أربعين عاماً ولكن كنا شرفاء، لم نقتنِ الثروات، والآن أصبحنا بدون عمل وبدون ضمان يعوّضنا تعطيلنا هذا، ونفتقر إلى القوت اليومي. لبنان مجمدة فيه المصالح منذ ثلاث سنوات، وأنتم سميتم من عندهم الطاقة على تجميد البلد بدم بارد إلى عقود كثيرة. هل نتجنى على أحد إن نحن طالبنا بالثورة على كل المتبجحين والذين امتلكوا الوزارات والرئاسات والسرايات؟
نأسف يا فخامة الرئيس إذ وجدنا عندك مشكى ظلمنا.