بيار الخورييصرّ المسؤولون اللبنانيون على شعار واحد «لا ثقة إلا بالنفس». الثقة تأتي من الإيمان بالآخر، وتُبنى أو تُهدم انطلاقاً من التجارب. أما النفس فهي مليئة بالفئوية والنجاسة الطائفية، فمن منهم يثق بالآخر لكي يوكل إليه تولي هذه الحقيبة أو تلك؟
في عصرنا الدوحوي الحديث، يتناتش المسؤولون الحقائب الفارغة من المشاريع والتصور المستقبلي، وهنا تبرز حقيقة وزارة الطاقة والمياه حيث لا يتبناها أحد، حقيبة مليئة بأوراق ملطخة بالسواد بانتظار «الخطة». فكيف يسمون أنفسهم «مسؤولين ويهربون من المسؤوليات الخارجة عن مفهوم المنفعة والمحسوبيات. نحن أمام مسؤولين لا يريدون سوى الحقائب الفارغة لكي يكدّسوا فيها أوراق حساباتهم الانتخابية وطلبات التوظيف. أما باقي الحقائب فهي مدار بحث وتفتيش واستقصاء لمعرفة مدى «أهميتها». في انتظار زوال هذه الدولة الكرتونية، نحاول بناء ثقة كاذبة ستنهار حتماً مع أولى الرياح الإقليمية والدولية.