نيويورك ــ نزار عبودلم تستمر طويلاً موجة التفاؤل بانسحاب إسرائيلي وشيك من مزارع شبعا. ورأت أوساط دبلوماسية هنا أن واشنطن أرادت من التصريحات المشجعة اختبار النيّات وزرع الشقاق بين أطراف المعارضة. والمبادرة المفاجئة جاءت بعيد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للرياض، ولقائه أركاناً من الموالاة، في حضور تيري رود لارسن.
وخلال زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأخيرة لبيروت، طلب النائب الحريري منها المساعدة في موضوع شبعا بغية «إغلاق هذا الفصل من تاريخ لبنان وتعبيد الطريق أمام حوار طويل مع الشركاء». وردّت بأن بلادها تنوي «مطالبة الأمين العام للمنظمة الدولية بتكثيف جهوده من أجل احترام القرار 1701».
وبعد زيارة بيروت، عقدت رايس جلسة مع بان كي مون، تخلّلها غداء عمل مغلق غاب عنه حتى المندوب الأميركي في المنظمة.
وبينما رحّبت المقاومة بالانسحاب من شبعا، معتبرة أنه انتصار لنهجها، خيّبت تصريحات رايس آمال الإسرائيليين وحلفائهم، وعلى رأسهم تيري رود لارسن، الذي نقلت عنه صحيفة «هآرتس» انزعاجه الشديد من التساهل الإسرائيلي، معتبراً الأمر هدية لحزب الله. ورغم أنه نفى ما نسب إليه، فإن أوساطاً دبلوماسية شككت في نفيه، معتبرة أن موقفه «منسجم تماماً مع الموقف السعودي المصرّ على نزع سلاح المقاومة».
وحسب مصدر دبلوماسي، فإن لارسن والرياض يريان أن فكرة الانسحاب من المزارع تكون مفيدة إذا أدّت إلى إثارة موضوع سلاح المقاومة قبل صدور البيان الوزاري وأثناء تأليف الحكومة. ويتساءل المصدر: «وإلا ماهي مصلحة إسرائيل في التخلّي عن أكثر المواقع في الشرق الأوسط أهمية من الناحية الاستراتيجية؟».
وبالنسبة إلى إسرائيل، فإن نقل المزارع إلى عهدة القوات الدولية لن يمنحها أي طمأنينة لأنها تشكك في فعالية اليونيفيل وتتهمها بغض النظر عن نشاط المقاومة.
لذا قال دبلوماسي في نيويورك «لو كانت رايس صادقة لما تحدثت عن الانسحاب من مزارع شبعا علناً، ولبذلت مساعيها مع إسرائيل بتكتم حتى تتوصل إلى نتائج». ورأى أن المهم هو التمعّن في التقرير المقبل لبان كي مون حول تطبيق القرار 1701 في موضوع المزارع، بعدما تجاهله التقرير السابق. ورأى أن التقرير سيركز على تهريب السلاح عبر الحدود السورية، وعلى زيارة اللجنة الدولية لتقييم الحدود (ليبات). ورجّح أن يشدد الأمين العام على ضرورة حل هوية مشكلة المزارع بين سوريا ولبنان، معيداً القضية إلى نقطة البداية.
المتحدث باسم الأمين العام، فرنان برندن، نفى لـ«الأخبار» أن يكون بان كي مون قد تلقّى من الحكومة اللبنانية رسائل أو مستندات جديدة في شأن لبنانية المزارع. أما الدبلوماسي فقال إن إسرائيل تشكك في قدرة الموالاة على الاستفادة سياسياً من أي انسحاب من المزارع لأنها «ضعيفة للغاية».