طرابلس ــ عبد الكافي الصمدوحفلت الساعات الماضية بشائعات عن حصول أعمال انتقاميّة متبادلة (مثل قتل أربعة سائقين من باب التبانة في الجبل، وقتل مواطنَين من الجبل في باب التبانة)، مما أعاد حمّى الخوف والتوتر إلى الأجواء.
وقد بدّد ريفي هذه الأجواء بتصريحاته الواضحة، قائلاً إن «الأزمة بدأت بشائعات وحكّ على الجرح القديم بين المنطقتين، وتجري فبركة أخبار عن وجود جثث وعمليات ذبح واستعداد لاجتياح مناطق، وتبين أن جميع هذه الشائعات عارية من الصحّة تماماً»، وعبّر ريفي عن أسفه لأن «حرب الشائعات لا تزال مستمرّة، وهي تستهدف اليوم مناطق أخرى في الشمال كمنطقتي الكورة وعكار».
في موازاة ذلك، أوضح عضو لجنة المتابعة في باب التبانة محمود الأسود لـ«الأخبار» أن الصراع بين المنطقتين «لا علاقه له بصراع الموالاة والمعارضة السياسي، وليس صراعاً مذهبياً كما يحاول البعض تصويره، أو أن تحركنا جاء لنصرة الطائفة السُنيّة التي تعرّضت لاعتداءات في بيروت والبقاع، بل له أبعاد تاريخيّة مرتبطة بالمجازر والاعتداءات التي ارتكبها جيش النظام السوري بحق أبناء منطقة باب التبانة، ووقوف أبناء جبل محسن إلى جانب النظام السوري، مما أوجد جواً من الأحقاد والضغائن بين الأهالي ليس من السهل تجاوزها»، معتبراً أن «الهدنة الحالية مؤقتة، وأن أي انتكاسة أمنيّة قد تعيد التوتر ولغة السلاح إلى المنطقة».
ورأى الأسود أن «حلّ الأزمة التاريخيّة من العلاقة المتأزمة بين المنطقتين يستلزم ثلاث خطوات رئيسية:
ـــ الأولى إجراء مصالحة شاملة بين الجميع.
ـــ الثانية إقرار إعطاء تعويضات لأسر الشهداء والجرحى والذين تضرّرت منازلهم ومحالهم التجارية وأملاكهم.
ـــ الثالثة إنماء المنطقة بشكل حقيقي وواسع، وانتشالها من حالة الفقر المدقع الذي تعانيه».
في موازاة ذلك، أكّد عربي عكاوي، نجل مؤسس «المقاومة الشعبيّة» في باب التبانة أواخر السبعينيات وأحد أبرز وجوهها التاريخيين خليل عكاوي الذي اغتيل عام 1986، أن «عودة التوتر الأمني إلى المنطقتين أو لجمه مرتبط بالوضع السياسي العام، فإذا أُلّفت الحكومة في الأيام المقبلة يمكن القول إن ذلك سينعكس إيجاباً على الوضع بين باب التبانة وجبل محسن، أما إذا تأخر التأليف واستمر الجو السياسي العام في التصعيد، فإن التوتر سيعود إلى المنطقتين»، معتبراً أن «رجوع من تركوا منازلهم، أو إعادة فتح المحال التجارية المغلقة يحتاجان إلى بعض الوقت».
في المقابل، أكدت أوساط سياسيّة متابعة لـ«الأخبار» أن «تصوير النزاع بين المنطقتين على أساس أنه يدور بين قوى 8 و14 آذار مجافٍ للحقيقة، عدا أنه ليس مذهبياً بين سُنّة وعلويين في المضمون، وإن بدا كذلك في الشكل»، وسألت: «كيف يكون الأمر كذلك وهناك علويون يقاتلون إلى جانب السُنّة أهالي جبل محسن، وسُنّة يحملون السلاح مع العلويين ضد أهالي باب التبانة؟».