ليال حداد26% من الشباب اللبناني يرغبون في الهجرة من لبنان إلى أي مكان في العالم. هذا ما توصلت إليه الدراسة الميدانية التي نشرها المرصد الجامعي للواقع الاجتماعي والاقتصادي ـــــ فرع العلوم الاجتماعية والأنتروبولوجيا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة القديس يوسف عن «هجرة الشباب ومشاريعهم المستقبلية». وجرى تنفيذ هذا التحقيق الميداني بين تشرين الأول عام 2007 ومنتصف كانون الأول 2007. ويأتي بعد الدراسة الأولى التي صدرت عام 2001 وتناولت «دخول الشباب اللبناني في الحياة الناشطة والهجرة». قسّمت الدراسة التي أعدّتها الدكتورة شوغيك كاسباريان، إلى أربعة فصول غطّت جميع جوانب التحقيق. واعتمدت كاسباريان على الأرقام للتأكيد على كل الاستنتاجات التي خرجت بها.
تناول القسم الأول تركيبة المجتمع اللبناني أي عدد سكانه الحالي وتقسيمه نسبة إلى العمر والجنس، فتبيّن أن عدد اللبنانيين المقيمين يقارب أربعة ملايين وخمسة آلاف مواطن، يشكّل الشباب نسبة 30% منهم، فيما تراوح الفئة العمرية للشباب في الدراسة بين الثامنة عشرة والخامسة والثلاثين، وتمثّّل هذه الفئة نسبة 46,5% من القوى العاملة.
ويتطرق القسم الثاني في الدراسة إلى خصائص الفئة الشبابية، فيظهر أنّ 25% من هذه الشريحة تتابع دراستها وهي نسبة مرتفعة، بعدما كانت 19% عام 2001. و40% من هؤلاء، يتابعون دراستهم الجامعية.
من جهة ثانية، كشفت الأرقام أن 57،2% من الشباب هم من الفئة الناشطة أي التي تعمل أو التي تبحث عن عمل أو تتابع دراستها. كذلك تبيّن أنّ نسبة بطالة الشابات تفوق نسبة بطالة الشباب بما يقارب سبعة بالمئة، رغم أن مؤشر نشاط الفتيات ارتفع بسنبة 3 بالمئة من العام 2001، فانتقل من 36% إلى 38،5%.
في القسم نفسه، يتناول التحقيق ـــــ الدراسة الوظائف التي يشغلها الشباب، فيفوق عدد النساء اللواتي يشغلن وظائف ثابتة، عدد الرجال بنسبة تزيد عن 10%. فيما يتقدّم الشباب الذكور الذين يديرون عملهم الخاص على الإناث.
ومقارنة بالدراسة التي أجريت عام 2001، لم تتغيّر أنواع الوظائف التي يشغلها الشباب، ولا النسب المرتبطة بكل وظيفة، فبقيت النسبة الأعلى من نصيب الوظائف الخدماتية.
أما في ما يخصّ المشاريع المستقبلية للشباب اللبناني، فأظهرت الدراسة أن 49% من الفئة الشبابية لا يتمنّون مغادرة لبنان، و30% منهم يحلمون بالاستقرار في لبنان بعد الإقامة لفترة معينة في الخارج و7% منهم يتمنون مغادرة لبنان والعيش في الخارج نهائياً. كذلك يؤكد التحقيق أنّ الشباب الذين يحملون شهادات جامعية أو ثانوية هم أكثر عرضة للهجرة.
وتناول الجزء الأخير من الدراسة خصائص المهاجرين منذ عام 1992، فأوضح أنّ 45% من الأسر اللبنانية لها على الأقل شخص واحد مهاجر، وقد قدّر عدد المهاجرين في هذه الفترة بـ466 ألفاً على الأقل كما تؤكد الأرقام. وفي انتشار المهاجرين، فإنّ 35% من المهاجرين يقيمون في البلاد العربية، 23% في أوروبا، 22% في أميركا الشمالية، 9% في أستراليا، و8% في أفريقيا.