سارة أنطونبعثرت هذه القرية المبادئ الجغرافية، إذ احتلّت سان مارينو (61.2 كلم ²) كما الولايات المتحدة الأميركية (9.83 ملايين كلم ²) مساحة المتر ونصف متر مربّع، المخصّصة لكلّ مدرسة، وجاورت باربيدوس إيطاليا وبولندا اليابان، وفيما تعتاد العين على هذه البعثرة، يبقى اللسان في حيرة من السوشي وفطائر الجبن البولندية والأطباق الصينية، «لا أدري كم لغة يتكلّم بطني في هذه اللحظات»، تروي سيما حاميه من «Carmel St Joseph - Mechref». توضح أليسار شدياق التي مثّلت بولندا من مدرسة السيدة الأورثوذكسية أنّها وزملاءها استعانوا بالإنترنت للاستفسار عن أشهر الأطباق المحلية. أما مصادر المعلومات لطلاب «city international school» فمحليّة، إذ استعانوا بأثيوبيات عاملات في لبنان لتقديم «الدورويث» و«الشيشفسا». ويكثر الموز عند ستاند الصومال حيث استحضرت «Lebanese Preparatory School» نحو 98 كيلوغراماً، أما الشوكولا السويسري فمهما كثر لم يلبث أن اختفى في غضون ربع ساعة.
وحين تنتقل من دولة إلى أخرى، تستوقفك اللوحات الراقصة التي قدّمتها حوالى 13 دولة.
وكان العرض قد افتتح بإنشاد أوبرالي بصوت سارة سلهب من الفريق الإداري للبرنامج، واختتم بدبكة زرعتها أرجل المدربين من طلاب LAU لينتقل الإيقاع إلى الحضور كلّه، فتتشابك أيادي حوالى 1600 طالب لبناني، وتصرخ الأرجل والسواعد: «راجع راجع يتعمّر لبنان».
جسّدت القرية الكونية شعار البرنامج لهذه السنة: «مَن نحن إذا لم نتمكن من التفكير بالسلام»، إذ نسجت أزياء التلاميذ صور سلام كوني لا يستدعي فيه أمن الدول إلا إلى الشوادر الفاصلة، وتجتمع في كنفه العباءة العربية بالكيمونو الياباني لتذوّق ألبان كيك الكندي مع الـsyrup البلجيكي.