بين تعميم وزير الاتصالات مروان حمادة بأن الدستور اللبناني ينص على أن الوزير هو رأس الوزارة، وبالتالي يصبح توجيه الدعوات إلى الإدارات العامة محصوراً حكماً به، ولا يستطيع أي نائب أن يستدعي أي موظف من دون إذن رئيسه، ودعوة رئيس لجنة الإعلام والبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية النائب حسن فضل الله إلى اجتماعات اللجنة، ضاعت شركتا الخلوي... فلم تحضرا الاجتماع الذي عقد في مجلس النواب أمس. الجلسة عقدت في غياب نواب الموالاة «لأسباب أمنية» كما كان معلوماً سلفاً، وكان مقرراً أن تناقش تردّي خدمة الخلوي وارتفاع كلفة الاتصالات.لكن المجتمعين ناقشوا تمنّع مديري الشركتين عن حضور الجلسة، واستخدام وزير الاتصالات نفوذه السياسي للضغط عليهما، «رغم أن هذين المديرين ليسا موظفين في الوزارة». إلا أن مصدراً في الوزارة يؤكد أن شركتي فال د.ت أو ALFA وMTC متعاقدتان مع الدولة لإدارة شبكات الاتصالات، وبالتالي هما موظفتان عندها، ويشرف عليهما الوزير المعني بهذا القطاع، أي حمادة. الأمر الذي ناقضه فضل الله، مشيراً إلى أن اللجنة كانت تعرف «أنهما شركتان خاصّتان لا تخضعان لسلطة الوزير المباشرة»، ولافتاً إلى أن دعوة شركتي الخلوي سببها ارتباطهما المباشر بجدول أعمال اللجنة. وتلا فضل الله ما خلصت إليه اللجنة، مؤكّداً أن شركتي الخلوي تتحملان المسؤولية الكاملة عن اتخاذ موقع المواجهة مع مجلس النواب، الذي له الحق كاملاً في محاسبتهما. وكرر فضل الله دعوة الشركتين لحضور اجتماع اللجنة نهار الاثنين المقبل.
كذلك عقدت لجنة المال والموازنة جلستها أيضاً في غياب نواب الموالاة للأسباب الأمنية ذاتها، وغياب ممثّلي مصرف لبنان وجمعية المصارف الذين سبق أن تلقّوا الدعوة. وكانت الجلسة مخصصة للبحث في أزمة ديون الرهن العقاري وتأثيرها على المؤسسات المالية والمصرفية، ودور المصرف المركزي والمؤسسات العقارية في درء انعكاسها على الوضع المصرفي في لبنان. وفي محاولة لخلق حيوية في مجلس النواب، من خلال عقد جلسات اللجان النيابية، يرى عضو اللجنة النائب علي حسن خليل أن نية البعض تصوير المجلس مغلقاً قد تأكدت، ليس فقط من خلال غياب نواب الموالاة، بل أيضاً من خلال الترهيب السياسي الذي يمارس على بعض المؤسسات الخاصة. وكان النائب علي بزي، المقرر في لجنة الاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة، قد دعا إلى اجتماع للجنة، إلا أن الجلسة لم تعقد.
واستكمالاً لمحاولة المعارضة إحياء دور مجلس النواب والتأكيد أنه مفتوح للقيام بواجباته، تعقد غداً لجنة الشباب والرياضة برئاسة النائب إبراهيم كنعان، ولجنة الشؤون الخارجية والمغتربين برئاسة النائب عبد اللطيف الزين، اجتماعين لهما.
وستستكمل اللجان النيابية اجتماعاتها، بغض النظر عن حضور نواب الموالاة أو عدم حضورهم، فهل تفضي هذه الاجتماعات إلى النتائج المرجوة منها أم تبقى في إطار النشاط الفولكلوري؟
(الأخبار)