أسف الرئيس عمر كرامي للحوادث التي شهدتها بيروت والمناطق اللبنانية، منتقداً «آخر ما ابتدعته هذه السلطة بخفة عبر القرارين الارتجاليين اللذين سببا نزول المقاومة إلى الشارع»، وأشار إلى أن «هذين القرارين وضعا المقاومة في الزاوية ولم يعد أمامها سوى الاستسلام أو فعل ما فعلته».وشدد كرامي، في مؤتمر صحافي عقده في دارته في طرابلس، على «أننا منذ البداية وعلى رؤوس السطوح أخذنا موقفاً لم نَحِد عنه وهو تأييد المقاومة لإسرائيل، أما إذا أصبحت القضية تناحر مذاهب فإما أن نجلس في منازلنا أو نكون مع طائفتنا لأننا على ثقة بأن السنّة طائفة في كل تاريخها تسير على خطها الوطني وتعتبر لبنان رأس حربة الدفاع عن العروبة».
واستنكر ما حصل من توترات في طرابلس «لأننا في طرابلس عائلة واحدة، وكلنا فريق واحد، وما هذه الحماسة التي ظهرت في إطلاق النار من دون سبب ومن دون وجود أي خصومة تستحق ما حصل»، داعياً «الجميع إلى الانسحاب من الشوارع وإلى اتقاء الله في هذا البلد الذي يعيش على الحرمان والجوع. وكفانا ما قاسيناه حتى الآن».
وأكد أن «تراجع الحكومة أمس عن القرارين المشؤومين لا يكفي، لأنني على يقين بأن الأزمة في لبنان لا تحل إلا بالسياسة، فنحن بحاجة إلى حل سياسي من أجل الخروج من هذه الأزمة، والحل السياسي هو في تبنّي المبادرة العربية، ولكن بالمفهوم الصحيح الذي يؤمن المشاركة، أي بسلة واحدة، انتخاب الرئيس بعد الاتفاق على حكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب عادل».
ودعا كل اللبنانيين إلى «أن يضغطوا على قياداتهم من أجل أن يكون الحل لبنانياً صرفاً، لأنه ثبت خلال كل الفترة السابقة أن كل الذين جاؤوا إلى لبنان، وهم مشكورون، لم تؤد مبادراتهم إلا إلى تفاقم الأزمة. فما حكّ جلدك مثل ظفرك فتولّ أنت جميع أمرك».
وتمنى على «الإخوة العرب أن يتفهّموا وضعنا»، مشيراً إلى أنه «كان هناك خلاف بين العرب على آلية تطبيق المبادرة العربية، وهناك توازنات في لبنان يجب أن يراعوها، إذا لم تتأمّن مراعاة التوازنات، لا يمكن تنفيذ أي مبادرة على الأرض».
ورداً على سؤال عمّا تردد من كلام لبعض المفتين عن سير الحوادث في طرابلس وبعض المناطق اللبنانية، قال: «يا ليت كل واحد يشتغل شغلتو»، فالمفتون السنّة خرجوا عن المألوف، طبعاً الاحتقان الذي حصل في الماضي، أخذ الطائفة السنّية إلى مكان غير مكانها الطبيعي والتاريخي. اليوم، وبعد الذي حصل، يجب أن يكون هناك إدارة لتوعية كل الناس من كل الطوائف لكي نستطيع إعادة اللحمة من جديد».
ورداً على سؤال قال: «السلاح الموجود حول مكاتبنا ومؤسساتنا هو سلاح للحماية فقط. وأعلنّا منذ البداية، ولا نزال، أن خيارنا هو خيار الدولة. وما دام الجيش وقوى الأمن يقومان بالواجب ويحميان كل الناس فلا أحد منّا يحب حمل أي قطعة سلاح. ولذلك هذا خيارنا، وهذا ما سنبقى عليه. وإذا تخلّى الجيش وقوى الأمن عن مهامهما، طبعاً وحتماً سنحمي نحن أنفسنا. وما دام الجيش يقوم بذلك ويحمل «الطاق طاقين»، فلا داعي للسلاح.
وعمّا تعرّض له إعلام «المستقبل» قال كرامي: «نحن كنّا ولا نزال مع حرية الإعلام، وهذا جوهر نظامنا اللبناني. أذكر أننا كنّا أوّل من استنكر إقفال تلفزيون MTV. بغض النظر عن الخلافات، نستنكر ما حصل مع إعلام المستقبل، ونؤيّد عودته إلى العمل».
وعلّق عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر على كلام كرامي فرأى أن الأخير أعطى تبريراً لـ«حزب الله» لاجتياح بيروت بحجة الرد على قرارات حكومية، واصفاً ذلك بالأمر «الخطير جداً»، وقال: «كنا نتوقع من كرامي كلاماً آخر لأن من غير المعقول أن تحتكم المعارضة إلى السلاح احتجاجاً على قرار سياسي».